.. لم أعرف قائله، ويبدو أنه لشاعر محدث يهجو أهل النحو بفساد السليقة العربية، وهو قول مبالغ فيه .. لأن أعلام النحو أهل ذوق، وقد أعطاهم الله الدّقة في الفهم للتفريق بين المعاني، ولا ننكر أن الخليل نحوي، وهو إمام في العربية، وشيخ النحويين سيبويه، فإنه تمرس بكلام العرب حتى أجاد فنونه، وقس على ذلك الأئمة المتقدمين:
كالفراء والأخفش والكسائي، ومن المتأخرين، فإننا لا ننكر إمامة ابن مالك صاحب الألفية، وابن هشام صاحب المغني، وشارح «بانت سعاد». فإنهما بحران لا ينزفان ...
ويكفي أن يكون في كل عصر علم مثل من ذكرت، ليدرأ عن أهل النحو تهمة فساد الذوق .. وكما أن في النحويين من ماتت سليقته، كذلك في أهل الأدب من أساء إلى الأدب. والشاهد في البيت:«سليقيّ» فإنّ ياء فعيلة، إذا كانت صحيحة العين غير مضعّفة، تحذف هذه الياء، وينسب إلى سليقة «سلقي» ولكن الذوق لا يمجّ، سليقيّ، وطبيعي، وعقيدي. فهذه ألفاظ لم يعرفها عرب الجاهلية، ولو عرفوها، لاستساغوا النسبة إليها بدون حذف الياء. [الأشموني/ ٤/ ٨٦، واللسان (سلق)، والتصريح/ ٢/ ٢٣١، والعيني/ ٤/ ٥٤٣ / وشرح شواهد الشافية/ ١١٢].
١٦٨ - أفيقوا بني حزن وأهواؤنا معا ... وأرماحنا موصولة لم تقضّب
.. هذا البيت، للأخوص - بالخاء المعجمة - زيد بن عمر، شاعر إسلامي عاصر