أما البيت الثاني فقد استشهد به سيبويه رحمه الله، يقول الشاعر: هوّن عليك الأمور، ولا تحزن لشيء يفوتك من الدنيا، فما أراد الله أن يرزقك إياه فهو آتيك لا يدفعه عنك دافع، وما منعك من أن تناله، لا يمكّن أحدا أن ينيلك إياه، فما لحزنك وجه، وقوله: ولا قاصر عنك، أي: مقصّر أن يبلغك ويأتيك، وفي قوله: قاصر عنك وجوه ثلاثة:
٢٧٥ - فمن يك لم يثأر بأعراض قومه ... فإني وربّ الراقصات لأثأرا
البيت للنابغة الجعدي، يقول: إن وجد من لم ينتصر لأعراض قومه بالهجاء فقد انتصرت وأدركت الثأر بذلك لهم. والراقصات: الإبل تمشي الرقص في سيرها، وهو ضرب من الخبب، وأراد سيرها في الحج، فذكر هذا تعظيما لها في تلك الحال.
٢٧٦ - أو معبر الظّهر ينبي عن وليّته ... ما حجّ ربّه في الدنيا ولا اعتمرا
البيت في كتاب سيبويه منسوب لرجل من باهلة، ومعبر الظهر، أي: بعير، والظهر المعبر: الكثير الوبر، والولية: البرذعة، وينبئ عن وليته: يجعلها تنبو عنه لسمنه ووفرة وبره، يصف لصا يتمنى سرقة بعير لم يستعمله ربّه، أي: صاحبه في سفر لحج أو عمرة، فهو وداع ممتلئ.
والشاهد:«ربّه» قال سيبويه أصلها «ربهو» فأجروا ما يكون في الوصل على ما يكون في الوقف، وتقرأ «ربّه» بضم الهاء بدون مدّ. [سيبويه/ ١/ ١٢، والإنصاف/ ٥١٦].
[٢٧٧ - يعالج عاقرا أعيت عليه ... ليلقحها فينتجها حوارا]
في كتاب سيبويه، وقال ابن أحمر، يقوله لرجل يحاول مضرته وإذلاله فجعله في