[٢٣ - أصاب الملوك فأفناهم ... وأخرج من بيته ذا جدن]
للأعشى، صناجة العرب. وذو يزن: من ملوك حمير. وذا جدن: صاحب جدن وجدن: اسم قصر.
والشاهد: في «بيته» فالهاء من (بيته) يعود إلى «ذا جدن» ويروى (ذا يزن) وهو متأخر عن الضمير. وذلك يدل على أن العرب كانوا يعيدون الضمير على متأخر. [الإنصاف/ ٦٩].
٢٤ - ألا يا اسلمي قبل الفراق ظعينا ... تحيّة من أمسى إليك حزينا
.. وقوله: يا اسلمي. المنادى محذوف تقديره: يا ظعينة اسلمي، لأن الفعل لا ينادى. وظعينا: منادى مرخم. يا ظعينة. على لغة من لا ينتظر. وتحية: يجوز نصبه على المفعول المطلق. أحييك تحية. ويجوز رفعه، خبرا لمبتدأ محذوف. [الإنصاف/ ١٠١].
[٢٥ - امتلأ الحوض وقال قطني ... مهلا، رويدا، قد ملأت بطني]
قطني: اسم بمعنى: حسب: أو اسم فعل بمعنى: يكفي. ومهلا: مصدر نائب عن الفعل تقول: مهلا يا رجل، ومهلا يا رجلان. ويا رجال. وفي التأنيث كذلك بلفظ واحد، والمراد: أمهل وتريث. ورويدا: يأتي على واحد من أربعة أوجه: اسم فعل بمعنى «أرود» أي: أمهل. والثاني: مصدرا نائبا عن فعله. والثالث: أن يقع صفه كما تقول: سارسيرا رويدا. والرابع: أن يقع حالا كما تقول: ساروا رويدا. بحذف المصدر الذي نصبته على المفعول المطلق في الاستعمال الثالث.
ومحل الشاهد في البيت «قطني» حيث وصل نون الوقاية بقط عند إضافته لياء المتكلم، وليس «قط» فعلا. فدل ذلك على أن نون الوقاية قد تلحق بعض الأسماء، لغرض من الأغراض. والغرض هنا المحافظة على سكون «قط» حتى لا
يذهب ما بني عليه اللفظ وهو السكون - وعلى ذلك، فلحاق نون الوقاية لكلمة من الكلمات لا يدل على أنه فعل. [شرح المفصل/ ٢/ ١٣١، والأشموني/ ١/ ١٢٥ والخصائص/ ١/ ٣٢].