(يكون في الرواح والغداة) فهما ناقصان، و «داهنا»: خبر «يغدو»، وخبر «يروح» محذوف. وجملة «يتكحل»: إما خبر بعد خبر، أو حال من ضمير «داهن»، أو صفة له، ويجوز أن يكون داهنا: خبر يروح، وجملة «يتكحل»: خبر
«يغدو»، فلا حذف.
فائدة: شاع أن الرواح، لا يكون بمعنى الرجوع في المساء، وليس كذلك، بل الرواح والغدو عند العرب يستعملان في المسير، أي وقت كان، من ليل أو نهار، وعليه قوله عليه السّلام:«من راح إلى الجمعة أول النهار، فله كذا»، أي: من ذهب. وعلى هذا لا خطأ في قولنا:«رحت إلى السوق، أو رحت إلى المدرسة». [الخزانة ج ٩/ ١٩٧].
وقوله: وليلة نحس: النحس: ضد السعد، وأراد به البرد، وجملة «يصطلى»: في موضع الصفة ل «ليلة». وربّها، أي: صاحبها: فاعل مؤخر. والقوس: منصوب بنزع الخافض؛ لأنه يقال: اصطليت بالنار، فهو على حذف مضاف أيضا، أي: يصطلى بنار القوس. والقوس: مؤنث سماعي، ولذا أعاد ضميرها مؤنثا. والاصطلاء: التدفؤ بالنار، وهو أن يجلس (البردان) قريبا من النار؛ لتصل حرارتها إليه. وأقطعه: بالنصب عطفا على «القوس»، وهو جمع «قطع»، بكسر القاف، وهو سهم يكون نصله قصيرا عريضا.
ويتنبّل: يرمي بها، وإذا اصطلى الأعرابيّ بقوسه وسهامه لشدة البرد، فليس وراء ذلك في الشدة شيء.
والشاهد:«وليلة»، ليلة: مجرورة ب «واو» ربّ المحذوفة، و «واو» ربّ: إن كانت في أثناء القصيدة، فهي للعطف على سابق، كهذا البيت، فإنه من أواخر قصيدة لامية الشنفرى، و «الواو» فيه للعطف، والمعطوف عليه متقدم عليه بثلاثين بيتا.
وجواب ربّ في بيت تال هو:
دعست على بغش ... ومعنى دعست: دفعت دفعا بإسراع وعجلة. فليلة: مجرورة لفظا منصوبة محلا على الظرفية ل «دعست»، وقدّمت عليه؛ لأنها جرّت بربّ الواجبة التصدر. فالمعطوف ب «الواو»، هو «دعست»، لا «ليلة»، وكان التقدير: ودعست ليلة نحس. والمعطوف عليه، بعد عشرين بيتا من أول القصيدة، وهو: