«إياه» حيث انفصل الضمير، وهو اختيار الجمهور نظرا إلى أنه خبر في الأصل، واختارت طائفة الاتصال لكونه أخصر. وملخص القضية. أنه إذا اجتمع ضميران. والعامل فيهما ناسخ للابتداء، فقد اختار ابن مالك الاتصال لأنه الأصل. واختار سيبويه وطائفة الانفصال، لأن الضمير الثاني خبر في الأصل وحق الخبر الانفصال، وكلاهما مسموع، ففيم الخلاف؟. [الأشموني ج ١/ ١١٩، وعليه العيني وشرح التصريح ج ١/ ١٠٧].
[٢٣٣ - دعتني أخاها بعد ما كان بيننا ... من الأمر ما لا يفعل الأخوان]
وقبل البيت:
دعتني أخاها أمّ عمرو ولم أكن ... أخاها ولم أرضع لها بلبان
والبيتان غير منسوبين.
والشاهد في البيت الأول «أخوان» فهو في البيت مثنى أخ وأخت فثني تثنية المذكّر من باب التغليب. [شرح المفصل ج ٦/ ٢٧].
٢٣٤ - فكأنها هي بعد غبّ كلالها ... أو أسفع الخدّين شاة إران
للشاعر لبيد في وصف الناقة. والشاة هنا: الثور والإران: النشاط. والإران: الثور. أو الثور الوحشي، لأنه يؤارن البقرة، أي: يطلبها.
وقوله: فكأنها هي. أي: كأن ناقته تلك السفينة التي ذكرها في بيتين قبله. وغبّ كلالها، أي: بعد تعب تلك الناقة
بيوم: والسفعة: سواد يضرب إلى الحمرة. شبه الناقة بالسفينة، وبالثور الوحشي.
والشاهد: إظهار «هي» لأنّ «كأنّ» حرف لا يستكنّ فيه ضمير الرفع كما يستكن في الفعل. [سيبويه/ ٢/ ٣٥٣، هارون، واللسان (أرن، وشوه)].
٢٣٥ - سريت بهم حتى تكلّ مطيّهم ... وحتّى الجياد ما يقدن بأرسان
البيت لامرئ القيس من قصيدة قالها عند ما تشقق لحمه من الحلّة المسمومة التي أرسلها قيصر له، فلبسها بعد خروجه من الحمام. وليته نفق قبل أن يفعل فعلته القذرة.
وفي «حتى تكلّ»، وجهان: الأول: النصب: على أن الجملة في موضع خفض بحتى