والبيت شاهد على استخدام المثنى بالألف دائما وهو «غايتاها» وحقه «غايتيها» واستخدام الأسماء الخمسة بالألف في قوله «وأبا أباها» وهو في الأصل، وأبا أبيها. وكان الظاهر أن يقول «بلغا في المجد غايتيه» بضمير المذكر الراجع إلى المجد، لكنه أنث الضمير لتأويل المجد بالأصالة، والمراد بالغايتين: الطرفان من شرف الأبوين، كما يقال:
١١ - وكلّ قوم أطاعوا أمر مرشدهم ... إلا نميرا أطاعت أمر غاويها
الظاعنين ولمّا يظعنوا أحدا ... والقائلون، لمن دار نخلّيها
لابن حماط العكلي ... ونمير: قبيلة. والغاوي: المغوي ... أي يخافون عدوهم لقلتهم وذلتهم فيحملهم ذلك على الظعن والهجرة، ولما يظعنوا أحدا أي: لا يخافهم عدّوهم فيظعن عن داره خوفا.
وقوله: لمن دار نخليها: أي: إذا رحلوا عن دار لم يعرفوا من يحلها بعدهم، لخوفهم من القبائل طرّا.
والشاهد: نصب الظاعنين، بإضمار فعل، ورفع «القائلون» على إضمار مبتدأ، لما قصد من معنى الذم فيهما، ولو أراد الوصف لأجراه على ما قبله نعتا له. [سيبويه/ ١/ ٢٤٩، والإنصاف/ ٤٨٠، والخزانة/ ٥/ ٤٢].
١٢ - فأيّي ما وأيّك كان شرّا ... فسيق إلى المقامة لا يراها
للعباس بن مرداس. والمقامة: بالضم: المجلس وجماعة الناس: والمراد: أعماه الله حتى صار يقاد إلى مجلسه - وجيء بالفاء في قوله: فسيق؛ لأنه دعاء، فهو كالأمر في وجوب الفاء.
والشاهد: إفراد (أي) لكل واحد من الاسمين وإخلاصهما له توكيدا والمستعمل إضافتها إليهما معا فيقال: أيّنا، و «ما» زائدة للتوكيد. وأيّي: مبتدأ، وأيّك: معطوف عليه، واسم كان ضمير، أي: أيّنا، وشرا: خبره. والجملة خبر المبتدأ. وجملة: لا يراها، حال من ضمير «سيق» ويروى «فقيد». يدعو على الشرّ منهما، أي: من كان منّا