الذئب يشبه فتات الصوف المتساقط من الهوادج، بحبّ الفنا قبل أن يكسر، فإذا كسر ذهب لونه الأحمر. والشاهد (لم يحطّم) ومع المضارع المنفي بلم حالا، مجردة من الواو. [الأشموني ج ٢/ ١٩١ والعيني على حاشية الأشموني. وشروح المعلقات].
[٥٠٧ - ومن لا يزل يستحمل الناس نفسه ... ولا يغنها يوما من الدهر يسأم]
البيت لزهير من معلقته، وهو ثابت في بعض رواياتها، وساقط من بعضها.
وقوله: يستحمل الناس، يعني يحمل الناس على عيبه. ويروى: يسترحل الناس نفسه:
أراد: بجعل نفسه كالراحلة للناس يركبونه ويذمونه.
والشاهد فيه رفع (يستحمل) لأنه أراد من لا يزل مستحملا يكون من أمره ذلك. ولو رفع (يغنها) جاز وكان حسنا، كأنه قال: من لا يزل لا يغني نفسه. [سيبويه ج ١/ ٤٤٥، والهمع ج ٢/ ٦٣، والخزانة ج ٩/ ٩٠].
٥٠٨ - جريء متى يظلم يعاقب بظلمه ... سريعا وإلّا يبد بالظلم يظلم
البيت لزهير من معلقته. وجريء: مجرور، صفة لموصوف مجرور في بيت سابق متى: شرطية. يظلم: فعل الشرط. يعاقب: الجواب. وسريعا: حال، أو صفة مصدر، أي: يعاقب عقابا سريعا. وإلّا: إن الشرطية، مع «لا» النافية. ويبد: أصلها يبدأ إلا أنه لما اضطر أبدل من الهمزة ألفا، ثم حذف الألف للجزم. قالوا: وهذا من أقبح الضرورات
يقول: هو شجاع، متى ظلم عاقب الظالم بظلمه سريعا فإن لم يظلمه أحد، ظلم الناس إظهارا لحسن بلائه. [شرح الزوزني، والخزانة ج ٣/ ١٧ والهمع ج ١/ ٥٢].
[٥٠٩ - فإذا شربت فإنني مستهلك ... مالي وعرضي وافر لم يكلم]
لعنترة من معلقته. يقول: فإذا شربت الخمر، فإنني أهلك مالي بجودي ولا أشين عرضي فأكون تام العرض، مهلك المال، لا يكلم عرضي، عيب عائب. يفتخر بأن سكره يحمله على محامد الأخلاق، ويكفه عن المثالب. وهو كاذب فيما قال. ولو أنه انهمك في شرب الخمر ما استطاع الدفاع عن القبيلة، وما كان له هذا الذكر في الشجاعة.
والبيت أنشده السيوطي في المواطن التي يحذف فيها الفاعل ويبنى الفعل للمجهول وهو (يكلم) لإقامة الوزن. وهذا خطأ من السيوطي. لأن الفعل يكلم، هنا، بني للمجهول