هذا البيت للشاعر المغيرة بن حبناء، وحبناء أمه: كنى بتركه منزله لبني تميم عن أنهم لا يحافظون على حرمة
جارهم، ولا يرعون حقوقه.
والشاهد: قوله «فأستريحا» حيث نصب المضارع، الذي هو «أستريح» بعد فاء السببية، مع أنها ليست مسبوقة بطلب أو نفي، وذلك ضرورة في الشعر، وقد يروى البيت «لأستريحا» ولا ضرورة فيه حينئذ. [سيبويه/ ٤/ ٢٣، والمفصل/ ١/ ٢٧٩، والشذور/ ٢٢٢، والهمع/ ١/ ٧٧، وج ٢/ ١٠، ١٦، والأشموني/ ٣/ ٣٠٥، وشرح المغني/ ٤/ ١١٤، والخزانة/ ٨/ ٥٢٢].
[١٦ - يا ناق سيري عنقا فسيحا ... إلى سليمان فنستريحا]
البيت لأبي النجم العجلي، واسمه الفضل بن قدامة، وقوله: ناق، مرخّم ناقة، عنقا:
بفتح العين والنون، ضرب من السير السريع. فسيحا: واسع الخطى، سليمان: هو سليمان بن عبد الملك، يأمر ناقته أن تسرع السير به حتى يصل إلى ممدوحه، ليعطيه العطاء الجزل. يا ناق: منادى مرخم مبني على الضم في محل نصب ... عنقا: مفعول مطلق مبيّن للنوع وأصله صفة لموصوف محذوف وتقدير الكلام سيري سيرا عنقا.
والشاهد: قوله فنستريحا، حيث نصب المضارع الذي هو نستريح بأن مضمرة وجوبا، بعد فاء السببية الواقعة في جواب الأمر (سيري). [سيبويه/ ١/ ٤٢١، وشرح المفصل/ ٧/ ٢٦، والشذور/ ٣٠٥، والهمع/ ١/ ١٨٢، والأشموني/ ٣/ ٣٠٢].
١٧ - فكلتاهما قد خطّ لي في صحيفة ... فلا العيش أهواه ولا الموت أروح
الشاهد: كلتاهما قد خطّ، حيث أعاد الضمير إلى كلتاهما مفردا في قوله «قد خطّ» فدلّ ذلك على أن لكلتا جهة إفراد، وهي جهة لفظه، لأنه من جهة المعنى، مثنى باتفاق العلماء، وكان على الشاعر أن يقول «قد خطت» بتاء التأنيث، لأن الفاعل ضمير يعود على «كلتاهما» المؤنثة اللفظ. [الإنصاف/ ٤٤٦].
١٨ - بدت مثل قرن الشّمس في رونق الضّحى ... وصورتها أو أنت في العين أملح
بدت: أي: ظهرت، وقرن الشمس: أولها عند طلوعها، أو أول شعاعها ورونق الضحى: أوله، والشاهد: أو أنت أملح، فقد استدل الكوفيون بهذا البيت على أن «أو»