٢١٨ - فلا تجزعن من سنّة أنت سرتها ... فأوّل راض سنّة من يسيرها
البيت من قصيدة لخالد بن زهير الهذلي، يقولها لأبي ذؤيب الهذلي، وكان خاله أو ابن عمه، فأرسله أبو ذؤيب رسولا إلى امرأة، فعشقته هذه المرأة وتركت خاله أبا ذؤيب، فعاتبه أبو ذؤيب في ذلك، فردّ عليه خالد يقول له: أنت أول من سنّ هذه السيرة، حيث كان أبو ذؤيب فعل كذلك برجل يقال له «مالك»، والبيت من شواهد المغني، ذكره لينقضه، ويبطل قول أبي علي أن التضعيف في الفعل «يسيّر» للمبالغة، لا للتعدية، لقولهم «سرت زيدا» وذكر البيت. ويرى ابن هشام أنّ البيت على إسقاط الباء توسعا، والأصل «يسير بها» وأبو علي يرى أن «سار» يتعدى بنفسه ولكن البغدادي يروي البيت:
فلا تجزعن من سنّة قد أسرتها ... وأول راض سنة من يسيرها
٢١٩ - إمّا أقمت وأمّا أنت مرتحلا ... فالله يكلأ ما تأتي وما تذر
.. البيت مجهول القائل. يروى البيت بكسر همزة «إما» الأولى. وهي مكونة من إن الشرطية، و «ما» الزائدة، وفتح «أمّا» الثانية، مكونة من (أن) الناصبة، و «ما» الزائدة، ويرى ابن هشام أنّ (أن) الناصبة للمضارع، تأتي بمعنى (إن) الشرطية، ومن أدلته على ذلك عطفها على (إن) المكسورة في هذا البيت، فلو كانت المفتوحة مصدرية لزم عطف المفرد على الجملة. [شرح المفصّل/ ٢/ ٩٨، والخزانة/ ٤/ ١٩، وشرح أبيات المغني/ ١/ ١٧٨].
٢٢٠ - لو كان غيري سليمى الدهر غيّره ... وقع الحوادث إلا الصارم الذّكر
البيت من شعر لبيد بن ربيعة العامري، قال ابن هشام من معاني «إلا» أن تكون صفة، بمنزلة غير فيوصف بها، وبتاليها جمع منكر أو شبهه، وفي شبه الجمع ذكر هذا البيت، فقوله: إلا الصارم، صفة لغيري. قال سيبويه: كأنه قال: لو كان غيري غير الصارم