هذا البيت لشاعر من مطلع قصيدة قالها عند ما افتتح عبد الله بن خازم هراة سنة ٦٦ هـ. وهراة بلدة بخراسان. والشاهد فيه تقديم الاسم على الفعل بعد (إن) الشرطية.
قال السيرافي: الذي عند أصحابنا البصريين أن الاسم الذي بعد (إن) يرتفع بإضمار فعل، ما ظهر تفسيره، كأنه قال في البيت: وإن خرب معمورها خرب، والفعل الذي بعد الاسم تفسير الفعل المضمر، وموضع هذا الفعل المذكور، جزم وإن كان ماضيا، يقوم في التقدير مقام الفعل الذي هو تفسيره، والدليل على ذلك أنه يجزم إذا كان مضارعا.
وأمّا الفرّاء وأصحابه فلا يقدرون فعلا قبل الاسم المرفوع. [سيبويه/ ١/ ٤٥٧، والمرزوقي/ ١/ ١٧٤، واللسان (هرا) والخزانة/ ٩/ ٣٩].
البيت لأبي زبيد الطائي .. والهيفاء: الضامرة الخصر. والعجزاء: العظيمة العجيزة، والمحطوطة: الملساء الظهر. جدلت: أحكم خلقها. والشنباء: من الشّنب وهو بريق الثغر وبرده. ينعت صاحبته بصفات الحسن عندهم من
ضمور البطن وكبر العجيزة وحسن الخلقة وطيب الثغر .. وهو من شواهد سيبويه على النصب بنية التنوين في الصفة التي تعمل عمل الفعل .. فنصب «أنيابا» على نية تنوين «شنباء». حيث لم يظهر التنوين لمنع الصرف. [سيبويه/ ١/ ١٠٢، وشرح المفصل ج ٦/ ٨٣، والأشموني ج ٣/ ١٤].
١٧٧ - أثعلبة الفوارس أو رياحا ... عدلت بهم طهيّة والخشابا
.. البيت لجرير يهجو الفرزدق .. فثعلبة ورياح من قوم جرير، وطهيّة والخشاب من قوم الفرزدق، فهو ينكر عليه أن يجعل أهله في منزلة أهل جرير. والبيت من شواهد سيبويه على نصب الاسم بعد همزة الاستفهام إذا وليها الاسم، وذلك بالفعل المذكور والتقدير: أعدلت بثعلبة الفوارس طهيّة والخشاب، وفيه أن (أو) بمعنى الواو.
١٧٨ - أعبدا حلّ في شعبى غريبا ... ألؤما لا أبالك واغترابا
البيت لجرير، يعيّر العباس بن يزيد الكندي بحلوله في (شعبى) لأنه كان حليفا لبني فزارة، وشعبى من بلادهم، والحلف عار عند العرب، جعله عبدا لئيما نازلا في غير أهله، فأنكر عليه أن يجمع بين اللؤم والغربة.