والشاهد:«وعينيه» فلا يصح عطفها على «أنفه» لأن الجدع لا يكون إلا للأنف وأما العينان فيكون لهما: السمل، والفقء، ولذلك يقدر فعل لنصب عينيه، والتقدير: ويفقأ عينيه، والعطف عطف جمل. [الهمع/ ٢/ ١٣٠، والدرر/ ٢/ ١٦٩، والمؤتلف/ ١٤٩، والعيني/ ٤/ ١٧١].
١٣٩ - له زجل كأنّه صوت حاد ... إذا طلب الوسيقة أو زمير
من شعر الشماخ بن ضرار الغطفاني، يصف حمار وحش، والزجل: صوت فيه حنين وترنم، والحادي: الذي يتغنى أمام الإبل ويطربها لكي يعينها على السير. والزمير:
صوت المزمار. والوسيقة: أنثى حمار الوحش، يقول: إذا طلب أنثاه صوّت بها، وكأن صوته لما فيه من الحنين، صوت حاد.
والشاهد:(كأنه) فإن الشاعر لم يمدّ الضمة حتى تنشأ عنها واو. بل اختلس الضمة اختلاسا. [الإنصاف/ ١٦/ ٥، وسيبويه/ ١/ ١١، والهمع/ ١/ ٥٩].
١٤٠ - لعب الرياح بها وغيّرها ... بعدي سوافي المور والقطر
لزهير بن أبي سلمى، وهو يتحدث عن المنازل والأطلال، والسوافي: الرياح، والمور: التراب، أي: الرياح التي تذرو التراب، والقطر: المطر.
والشاهد: والقطر: بالجرّ، لأن القافية مجرورة، وهو ليس معطوفا على المور، لأن الرياح لا تسفي التراب والمطر، وإنما تسفي التراب، فقالوا: إنه مجرورة للمجاورة، وليس بجيّد، فإما أنه أراد أن الرياح تسفي القطر بمعنى تذروه وتجعله شديد الوقع على المنازل، فيبددها مثلما يبددها التراب، وإما على حذف مضاف تقديره: سوافي المور ونزول القطر. [الإنصاف/ ٦٠٣، وديوان زهير].
[١٤١ - وسمعت حلفتها التي حلفت ... إن كان سمعك غير ذي وقر]
الحلفة: بفتح الحاء وسكون اللام، واحدة الحلف، وهو القسم، والوقر: ثقل في الأذن.
والشاهد: إن كان سمعك غير ذي وقر، فإن الكوفيين يرون (إن) هنا بمعنى «إذ» والكلام، تعليل لقوله «وسمعت حلفتها» لأن الأصل في الشرط أن يكون مستقبلا، لأن