[١١٠ - فيا شوق ما أبقى ويالي من النوى ... ويا دمع ما أجرى ويا قلب ما أصبا]
هذا البيت من قصيدة للمتنبي يمدح فيها سيف الدولة، ومطلعها:
فديناك من ربع وإن زدتنا كربا ... فإنّك كنت الشرق للشمس والغربا
.. يريد: يا شوقي ما أبقاك فلا تنفد، ويالي من النوى، استغاثة، كأنه يقول: يا من لي، يمنعني من ظلم الفراق، ويا دمعي ما أجراك، ويا قلبي ما أصباك ... وقد حذف الياءات من يا قلبي، يا دمعي، يا شوقي، تخفيفا، والشاهد ذكره ابن هشام في المغني، على احتمال أن تكون اللام في «يالي» هي اللام المفتوحة للاستغاثة كأنه استغاث بنفسه من النوى، ويحتمل أن يكون المراد اللام المكسورة التي للمستغاث من أجله، كأنه قال:
يا قوم اعجبوا لي من النوى.
[١١١ - وكائن بالأباطح من صديق ... يراني لو أصبت هو المصابا]
.. البيت لجرير بن عطية من قصيدة يمدح بها الحجاج بن يوسف الثقفي، مطلعها:
سئمت من المواصلة العتابا ... وأمسى الشّيب قد ورث الشبابا
.. وكائن: هي كأيّن التي بمعنى كم الخبرية. وتعرب هنا مبتدأ. ومن صديق: تمييز.
بالأباطح: الجار والمجرور حال من صديق، لأنه تقدم عليه، وكان في الأصل صفة مؤخرة (من صديق بالأباطح) ... وجملة يراني: خبر المبتدأ. والياء: في يراني: مفعول أول. والمصابا: مفعول ثان.
وذكر ابن هشام البيت في المغني، على أن (هو) لو كان ضمير فصل، كان قياسه أن يقال «أنا» فهو ليس ضمير فصل وإنما هو توكيد للفاعل في يراني، لأن من شرط ضمير الفصل أن يطابق ما قبله .. ولو قال:(يراه، أو تراه) لصح أن يكون ضمير فصل، ويروى البيت باللفظين الأخيرين، ولا إشكال حينئذ. [شرح أبيات المغني ج ٧/ ٧٥، والخزانة/ ٥/ ٣٩٧، وشرح المفصل ج ٣/ ١١، وج ٤/ ١٣٥، والهمع/ ١/ ٦٨، وج ٢/ ٧٦، والأشموني ج ٤/ ٨٧].
١١٢ - لن تراها - ولو تأملت - إلّا ... ولها في مفارق الرأس طيبا