البيت مجهول القائل. يتمنى أن تكون معه سلمى بعد الموت، سواء كان في الجنة أو في النار وهنالك: اسم اشارة إلى «الممات» ويروى «في المنام» و «أم» في جنة، عطف على في المنام، ثم أضرب عن ذلك بقوله «أم جهنم» لأن «أم» ههنا بمعنى «بل».
والشاهد: مجيء أم المنقطعة بعد الخبر متجردة عن الاستفهام، لأن المعنى، بل في جهنم. وقد نقلت كلام العيني برمته، ولست راضيا عما قال. [الأشموني، وعليه العيني ج ٣/ ١٠٥].
٤٣١ - عوجا على الطّلل القديم لأنّنا ... نبكي الدّيار كما بكى ابن خذام
البيت لامرئ القيس. وتروى قافيته: كما أثبتنا، وتروى «حمام» وتروى «حذام» وابن (حذام) قالوا إنه شاعر قديم
في الزمن الغابر. ويستدلون بقوله «كما بكى» أن امرأ القيس ليس أول من بكى الديار، بشهادة امرئ القيس نفسه. ولذلك يسقط قولهم «أول من بكى واستبكى .. الخ» امرؤ القيس. لعل امرأ القيس أقدم من وصلنا شعره في بكاء الديار.
والشاهد النحوي في البيت «لأننا» قال السيوطي في «لعلّ» الحرف الناسخ ثلاث عشرة لغة، منها «لأنّ» بإبدال العين همزة واللام نونا وأنشد البيت. وعلى هذا تكون قراءه «لأننا» بفتح اللام، يريد لعلنا. وقال ابن رشيق في العمدة: يروى في البيت «لأننا» بمعنى لعلنا. ولم يذكر الإبدال. قال: وهي لغة امرئ القيس فيما زعم بعض المؤلفين، والذي كنت أعرف «لعنّنا» بالعين ونونين. قلت: ولعلّ هذا كله من تحريفات النحويين، فالبيت يروى على الأصل «لعلّنا» والله أعلم بما قاله امرؤ القيس. [الخزانة ج ٤/ ٣٧٨، والهمع ج ١/ ١٣٤].
٤٣٢ - بذلنا مارن الخطيّ فيهم ... وكلّ مهنّد ذكر حسام
٤٣٣ - منا أن ذرّ قرن الشمس حتى ... أغاث شريدهم فنن الظلام
ويروى الشطر الثاني من البيت الثاني «أغاب شريدهم قبر الظلام».
والشاهد «منا»: قال الكسائي والفرّاء: أصل «من» الجارة «منا» فحذفت الألف لكثرة الاستعمال، واستدلا بقوله (البيتان) قال: فردّ في البيتين «من» إلى أصلها لما احتاج إلى ذلك، فعلى هذا، هي ثلاثية، والجمهور أنها ثنائية. وأوّلوا البيت على أن «منا» مصدر، منى يمني، إذا قدّر، استعمل ظرفا، كخفوق النجم، أي: تقدير أن ذرّ قرن الشمس