أورده أبو تمام في الحماسة مع أبيات لمويلك المزموم، يرثي زوجته أمّ العلاء، وهو من شواهد المعاني، وأن معناه: لم تجزع لكونها لم تعرف الجزع لصغرها، وهذا تفسير من جعل «الفاء» سببية. وهناك تفسير آخر بجعل
«الفاء» زائدة، ويكون المعنى: لم تدر ما جزع عليك جازعة، أي: تركت صبية جازعة، وإن لم تعرف الجزع. أو تكون الفاء للاستئناف، أي: فهي تجزع، أي: مع أنها لا تعرف الجزع، جازعة. وعلى هذا أثبت لها الجزع، وهو أقوى، وكأن المعنى: إن شعورها بالفقد جعلها تجزع، وإن كانت طفلة لا تعرف الجزع، فروح الأطفال تشعر بما حولها. [الخزانة/ ٨/ ٥٣١].
[٩٤ - يا ليت شعري والمنى لا تنفع ... هل أغدون يوما وأمري مجمع]
رجز لا يعرف قائله.
وهو شاهد على أن قوله:«والمنى لا تنفع» جملة معترضة بين ليت شعري، وبين هل أغدون. [شرح أبيات المغني/ ٦/ ١٩٦].
٩٥ - إن كنت قاضي نحبي يوم بينكم ... لو لم تمنّوا بوعد غير توديع
مجهول. يريد: لو لم تنعموا يوم الفراق بوعد وصال مغاير للترك. والبيت شاهد على ترك اللام الفارقة مع الإهمال، التي تلزم جملة «إن» المخففة لعدم اللبس، إذ المعنى لو لم تمنوا بوعد صادق، متّ يوم فراقكم، فجواب «لو» محذوف يدل عليه ما قبله، وهو مثبت بدلالة المقام، ولو كان منفيا لاختل النظام وفسد الكلام. [شرح أبيات المغني/ ٤/ ٣٥٣].
لم يعرف قائله. والوفضة: الكنانة، ويريد شيئا يصنع مثل الخريطة والجعبة تكون مع الفقراء والرعاة، يجعلون فيه أزوادهم. والزّناد: الخشبة التي يقدح بها النار.
والشاهد في البيت:«بينا»، وتعيين ما بعدها كونه جملة اسمية أو فعلية، متوقف على «بينا»، فإن كان ألفها لكفّ الإضافة، فجملة البيت اسمية، وإن كانت ألف الإشباع، و «بين» مضافة إلى الجملة الاسمية بعدها، فتكون ظرفا ل «أتانا»، فتكون رتبتها التأخير، فالمصدر في الحقيقة عاملها، فيكون البيت جملة فعلية.