وهو ضعيف باعتبار الحال الذي هو فيه، لأنه لا يقول كنت إلا في شيخوخته.
والشاهد: كنتي، وكنتنيّ: وهو النسبة إلى الجملة، باعتبار الفعل والفاعل شيئا واحدا ومن قال: كنتني: أدخل نون الوقاية ليسلم الفعل من الكسر، ولكن النسبة إليه أخرجته عن كونه فعلا، لأنه اسم وصف به الرجل الكبير، والدليل على اسميته أنه جاء غير منسوب إليه في البيت الأول، ونون في بعض الروايات فقالوا «كنت».
وهذا البيت نسبه السيوطي في الهمع إلى الأعشى، ولا أدري أيّ الأعشين أراد. [شرح المفصل ج ٦/ ٧، والهمع ج ٢/ ١٩٣، واللسان (عجن، وكون]. هذا ويرى سيبويه أن القياس في النسبة إلى ما سبق (كوني) بإرجاعه إلى الأصل.
١٧٩ - عبّاس يا الملك المتوّج والذي ... عرفت له بيت العلا عدنان
البيت مجهول القائل. ويظهر أن قائله متأخر جدا، فالخلفاء حتى نهاية بني أميّة ليس منهم من تسمّى أو تلقب بعباس، والطبقة العالية من خلفاء بني العباس، حتى المعتصم ليس فيهم من كان اسمه عباسا ... ولست متأكدا من المتأخرين لأنهم عرفوا بألقابهم.
والشاهد في البيت «يا الملك». فقد احتجت به الكوفية على جواز دخول حرف النداء على المعرف بأل، وأجيب عنه بأنه ضرورة، أو: المنادى فيه محذوف، تقديره يا أيها الملك. قال ابن مالك رحمه الله:
وباضطرار خصّ جمع يا وأل ... إلا مع الله، ومحكيّ الجمل
ومثال محكي الجمل، ما سمّي به نحو «المنطلق زيد» تقول: «يا المنطلق زيد». وزاد المبرد ما سمّي به من موصول مبدوء بأل نحو «الذي» و «التي».
[الأشموني ج ٣/ ١٤٧، والهمع ج ١/ ١٧٤، والدرر والعيني، بالتبعيّة].
١٨٠ - فلمّا صرّح الشّرّ ... فأضحى وهو عريان
البيت للفند الزّمّاني، واسمه شهل بن شيبان بن ربيعة بن زمّان، فهو منسوب إلى جدّ أبيه والبيت من قطعة قالها في حرب البسوس، ومعنى صرّح: انكشف. وعريان. مثل لظهور الشرّ. وجملة (وهو عريان) الاسمية خبر أضحى. جاءت مقترنة بالواو ...
وجواب لمّا، في أول البيت، جاء في بيت لا حق هو: