من مواضع نون التوكيد؛ لأنه خبر يجوز فيه الصدق والكذب، ولكنه أكد تشبيها بالنهي حين كان مجزوما غير واجب، وهذا قليل في الشعر. [الخزانة/ ١١/ ٣٩٥، والأشموني/ ٣/ ٢٢٠، والهمع/ ٢/ ٧٨].
[١٠٤ - فمهما تشأ منه فزارة تعطكم ... ومهما تشأ منه فزراة تمنعا]
قاله: عوف بن عطية بن الخرع.
والشاهد: توكيد جواب الشرط «تمنعا» بنون التوكيد الخفيفة، وذلك قليل في الشعر.
[سيبويه/ ٢/ ١٥٢، والهمع/ ٢/ ٧٩، والدرر/ ٢/ ١٠٠، والأشموني/ ٢/ ٢٢٠، وشرح التصريح/ ٢/ ٢٠٦].
١٠٥ - أمرتكم أمري بمنقطع اللّوى ... ولا أمر للمعصيّ إلا مضيّعا
قاله الكحلبة الثعلبي. واللوى: مسترق الرمل حيث يلتوي وينقطع.
والشاهد: نصب «مضيّعا» على الحال من «أمر»، وفيه ضعف أن يكون صاحب الحال نكرة، ويجوز أن ينصب على الاستثناء، وتقديره «إلا أمرا مضيّعا»، وفيه قبح وضع الصّفة موضع الموصوف. [سيبويه/ ١/ ٣٧٢، والخزانة/ ٣/ ٣٨٥، والمفضليات/ ٣٢].
١٠٦ - فتى الناس لا يخفى عليهم مكانه ... وضرغامة إن همّ بالحرب أوقعا
من أبيات سيبويه التي لم ينسبها. والضرغامة: من أسماء الأسد، شبه به الممدوح في إقدامه وهو الشاهد: حيث حملت على الابتداء والتقدير، وهو ضرغامة. ويجوز نصبه على المدح. [سيبويه/ ١/ ٢٥١، واللسان «ضرغم»].
١٠٧ - كم بجود مقرفّ نال العلى ... وكريم بخله قد وضعه
قاله أنس بن زنيم، أو عبد الله بن كريز. والمقرف: النذل اللئيم أبوه. يقول: قد يرفع اللئيم جوده، وينزل بالكريم بخله.
والشاهد: جواز الأوجه الثلاثة في «مقرف»، فالرفع: على أن يكون مبتدأ مع خبرية «كم» لتكثير المراد، وخبر مقرف هو «نال العلى»، ويجوز النصب على التمييز؛ لقبح جرّه مع الفصل، ويجوز الجرّ على الفصل بين «كم» وما عملت فيه الجرّ في الضرورة. وعلى