رواه أهل اللغة الموثقون، ونسبة بعضهم إلى طرفة بن العبد، يهجو عمرو بن هند.
وقوله: شتوا، أي: صاروا في زمن الشتاء، وهو زمن القحط. وقوله: واشتد أكلهم، أي: تعسّر على أكثرهم الحصول على الأكل. وأبيضهم سربال طباخ، كناية عن البخل، لأن طباخه لا تتسخ ثيابه لأنه لا يطبخ. والشاهد:«أبيضهم» حيث اشتق أفعل التفضيل من البياض، وهذا ما يقول به الكوفيون ويأباه البصريون، وحجة الكوفيين قوية في جواز التعجب، والتفضيل من البياض والسواد، وحجج البصريين مبنية على علل من صنعهم.
[الإنصاف/ ١٤٩، والمفصل/ ٦/ ٩٣، واللسان (بيض)].
٢ - ألا يا غراب البين قد هجت لوعة ... فويحك خبّرني بما أنت تصرخ
أبا لبين من لبنى؟ فإن كنت صادقا ... فلا زال عظم من جناحك يفضخ
ولا زلت من عذب المياه منفّرا ... ووكرك مهدوم وبيضك مشدخ
ولا زال رام قد أصابك سهمه ... فلا أنت في أمن ولا أنت تفرخ
وأبصر ت قبل الموت لحمك منضجا ... على حرّ جمر النار يشوى ويطبخ
الأبيات لقيس بن ذريح، وهي من أرقّ الشعر وأعذبه، يلين لها الصخر ويجاوبها كلّ جماد وأعجم.
والشاهد في الأبيات في أغلب جملها، فإنها خبريّة لفظا إنشائية معنى، لأن المقصود بها الدعاء. ومعنى يفضخ: يكسر، وكذلك «مشدخ». [الإنصاف/ ٢٥٥].
٣ - والله لولا أن تحشّ الطّبّخ ... بي الجحيم حين لا مستصرخ
هذا رجز رواه أهل اللغة، ولم ينسبوه، وحشّ النار يحشّها حشّا، أي: جمع لها ما