ولا دليل في هذا البيت يمنع صرف سمنان على كونه (فعلان) لجواز كونه (فعلال) وامتناع صرفه لتأويله بالأرض، والبقعة لأنه اسم موضع. [الخزانة ج ٥/ ٢٤٩ - والمرزوقي ١٤٠٢، وشرح شواهد الشافية ص ٧].
[٣٠٧ - كذبت وبيت الله لو كنت عاشقا ... لما سبقتني بالبكاء الحمائم]
وقبل البيت:
لقد هتفت في جنح ليل حمامة ... على فنن وهنا وإني لنائم
البيتان للشاعر نصيب بن رباح، مولى عبد العزيز بن مروان. وجنح الليل: ما مال من الليل ووهنا بعد ساعة من الليل، وقوله: لما سبقتني: اشتمل على جواب القسم وجواب «لو». [المرزوقي ١٢٨٩، والعيني ج ٤/ ٤٧٣].
قال أبو أحمد: وقد كثر في شعرهم ذكر شجو الحمام ونوحه وذكره إلفه، فقال عديّ بن الرّقاع:
فلو قبل مبكاها بكيت صبابة ... بلبنى شفيت النفس قبل التّندّم
ولكن بكت قبلي فهاج لي البكا ... بكاها فقلت: الفضل للمتقدّم
وقال حميد بن ثور:
وما هاج هذا الشّوق إلا حمامة ... دعت ساق حرّ ترحة وترنّما
وساق حرّ: الذكر من القماريّ، سمي بصوته.
وقال الشماخ:
كادت تساقطني والرّحل إذ نطقت ... حمامة فدعت ساقا على ساق
و «ساقا» يريد هو ذكر القماريّ. ولذلك قال بعضهم: إنّ «حرّ» هو فرخها.
وقال الكميت:
تغريد ساق على ساق يجاوبها ... من الهواتف ذات الطّوق والعطل