خلا أنّ العتاق من المطايا ... حسين به فهنّ إليه شوس
والبيت استشهد به السيوطي على جواز الفصل بين المتضايفين بالمفعول له، واستشهد به أبو حيان على هذه المسألة، وقال: أي: معاود وقت الهوادي جرأة، ففصل بالمصدر الذي هو مفعول من أجله.
قال الشنقيطي: وروياه «وقت»، والرواية المشهورة «وفق» بالفاء الساكنة والواو المفتوحة، ويقال: جاء القوم وفقا، أي: متوافقين، ويقال: أتيته وفق طلعت الشمس، أي: ساعة طلعت.
قلت: ولعلّ الرواية الصحيحة هي:
«يعاود جرأة وفق الهوادي»، يعاود: فعل مضارع، وجرأة: مفعول لأجله، يريد أن يقول: إنه يعاود الهجوم، متوافقا هجومه مع بروز الهوادي من الخيل، وبهذا التقدير، لا يكون فصل، ولا يكون في البيت مضاف ومضاف إليه. [الهمع/ ٢/ ٥٣، والأشموني/ ٢/ ٢٨٠، وعليه حاشية الصبان والعيني].
قاله الهذلول بن كعب العنبري، وفي الحماسة: وقال الهذلول حين رأته امرأته يطحن للأضياف، فقالت: أهذا بعلي؟ قوله: ودقت صدرها، يبدو أن الضرب على الصدر عند وقوع الدهشة عادة موروثة عند المرأة، فلا زالت النسوة تفعل هذا عند المفاجأة. وقد ينوب عنها لطم الوجه، ففي القرآن: فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ. [الذاريات: ٢٩] وقوله: أبعلي: الهمزة للاستفهام الإنكاري، و «بعلي»: مبتدأ، و «هذا» خبر والمتقاعس:
عطف بيان، أو «هذا» صفة لبعلي، والمتقاعس: خبر، والمتقاعس: بناء لما يفعل تكلفا، ومثله «المتعامي» وهو من القعس، وهو دخول الظهر وخروج الصدر.
وقوله: بالرحى، من رحيت، ومن رحوت، فتكتب بالألف وتكتب بالياء، والياء أكثر، وفي تعلّق الباء قولان، قال المرزوقي: لا يجوز أن يتعلق بالمتقاعس؛ لأنه في تعلقه به يصير من صلة الألف واللام، وما في الصلة لا يتقدم على الموصول، ولكن تجعله تبيينا، وتتصور «المتقاعس» اسما تاما، ويصير موقع «بالرحا» بعده موقع «بك» بعد مرحبا، و «لك» بعد سقيا وحمدا، وإذا كان كذلك جاز تقديمه عليه، كما جاز أن تقول: بك