البيت لعمرو بن قعاس، شاعر جاهلي، وقعاس، بكسر القاف. وقوله «محصّلة» على وزن اسم الفاعل من الفعل
المزيد، قالوا: هي التي تحصّل الذهب فتميزه من تراب المعدن، وتخلصه منه. وقوله: تبيت: يقال: بات الرجل يبيت بيتا، إذا تزوج. وقيل:
تبيت: فعل ناقص، مضارع بات، واسمها مستتر، والخبر جملة «ترجّل جمتي» في البيت التالي:
ترجّل جمتي وتقمّ بيتي ... وأعطيها الإتاوة أن رضيت
ويكون فيه عيب التضمين، وهو توقف بيت على آخر.
ويروى: تبيت: بضم أوله من أبات، أي تجعل لي بيتا، أي: امرأة بنكاح .. وعلى هذه الرواية فلا تضمين ..
والشاهد: في البيت أنّ «ألا» فيه للتحضيض، وهو طلب بحثّ. والفعل الذي يليها محذوف تقديره «ألا ترونني رجلا» بضم التاء .. وهناك خلاف في سبب نصب «رجلا» وتنوينه على أقوال كثيرة .. فصّلها البغدادي في «شرح أبيات المغني». [سيبويه/ ١/ ٣٥٩، وشرح المفصل/ ٢/ ١٠١، والأشموني/ ٢/ ١٦، وشرح أبيات المغني/ ٢/ ٩٤، والخزانة/ ٣/ ٥١، وج ٤/ ١٩٥].
١٨ - ربّما أوفيت في علم ... ترفعن ثوبي شمالات
البيت لجذيمة بن مالك بن فهم الملقب بالأبرص، أو الأبرش توفي نحو ٢٦٨ م ..
وهو الذي عاصر الملكة زنوبيا، وكان جذيمة من تنوخ قضاعة من ملوك العرب في الجاهلية، وملك ستين سنة، واستولى على ما بين الحيرة والأنبار والرّقة وما جاور بادية العراق ..
وقد قتلته الزبّاء، فورثه ابن أخته عمرو بن عديّ جدّ مؤسسي دولة آل نصر اللخميين ...
أقول: إنّ نقل أهل اللغة والنحو، شعر جذيمة الأبرش، والزباء، دليل على ثبوت هذا الشعر عندهم، ودليل على صلاحيته للاستشهاد به في قضايا اللغة والنحو، ودليل أيضا على أن لغة العرب المضرية - لغة القرآن - كانت سائدة في بلاد العراق وديار الشام، قبل الإسلام بمدة طويلة. وقوله: علم: أي: جبل. والشمالات: جمع الشمال من الرياح، وخصّها لأنها تهبّ بشدة في أكثر أحوالها. وقوله: أوفيت أي: أشرفت، يقول: أشرفت على مكان عال في جبل. وجمع ريح الشمال: للإشارة إلى شدة الريح أو للدلالة على