وهو يتحدث عن امرأة قبيحة، والمعنى أنها حين سفرت اللثام عن وجهها وتبين ملامحها حسبتها كلبا لدمامتها وقبح شكلها، فزجرها بما يزجر به الكلب، وانصرف ذهنه إلى الكلب يصفها بالدمامة وقبح الهيئة، والشاهد «هج» وهو اسم صوت يقال لزجر الكلب، وقوله «ضبارا» اسم كلب. [شرح المفصل ج ٤/ ٧٥، واللسان هبر].
٤٤٩ - حذارا على ألّا تصاب مقادتي ... ولا نسوتي حتى يمتن حرائرا
وقبل البيت:
وحلّت بيوتي في يفاع ممنّع ... تخال به راعي الحمولة طائرا
والبيتان للنابغة الذبياني، وذكرت الثاني، لأن الشاهد لا يفهم إلا به، فالشاهد «حذارا» مفعول لأجله، وفعله الذي نصب به في البيت السابق، وقد مضى البيت الثاني في شواهد هذا الباب، والبيت الشاهد ذكره ابن يعيش في شرح المفصل ج ٢/ ٥٤، على مجيء المفعول له (لأجله) نكرة، وقد يأتي معرفة أيضا كقوله تعالى: يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ [البقر: ١٩] فحذر الموت منصوب لأنه مفعول له، وهو معرفة بالإضافة.
٤٥٠ - فكيف أنا وانتحالي القوا ... ف بعد المشيب كفى ذاك عارا