تفسير البيت فقال: الوجه أن يكون الناصب مبدوءا به، والشاعر وصف هاجرة قد ألجأت الثيران إلى كنسها، فترى الثور مدخلا لرأسه في ظل كناسه؛ لما يجد من شدة الحرّ، وسائره باد للشمس.
١٣٣ - كلّفوني الذي أطيق فإنني ... لست رهنا بفوق ما أستطيع
يقول: كلّفوني ما أطيق، فإني لست رهنا بما فوق طاقتي.
والشاهد: «بفوق»، حيث جرّت «فوق» بالباء. [الهمع/ ١/ ٢١٠].
١٣٤ - تباركت إني من عذابك خائف ... وإنّي إليك نائب النفس باخع
لعبد الله بن رواحة. قال الشيخ خالد الأزهري: إذا قصد باسم الفاعل معنى الثبوت، عومل معاملة الصفة المشبهة في رفع السببي، ونصبه على التشبيه بالمفعول به إن كان معرفة، وعلى التمييز إن كان نكرة، وجره بالإضافة، وهو في ذلك ثلاثة أنواع، أحدها:
ما يجوز ذلك فيه باتفاق، وهو ما أخذ من فعل قاصر، وأنشد البيت شاهدا على الفعل اللازم المأخوذ منه اسم الفاعل. [شرح التصريح/ ٢/ ٧١].
١٣٥ - وما الناس إلا كالديار وأهلها ... بها يوم حلّوها وغدوا بلاقع
قاله لبيد. ومعناه أن الناس في اختلاف أحوالهم من خير وشرّ، واجتماع وتفرق، كالدّيار، مرّة يعمرها أهلها، ومرة تقفر منهم. والبلاقع: الخالية المتغيرة، واحدها بلقع.
والشاهد: «غدوا» بفتح الغين وسكون الدال، على أنّ «غدا» أصله «غدو» بإسكان الثاني، فإذا نسب إليه، ورد المحذوف منه، قيل: غدويّ، فلم تسلب الدال حركتها؛ لأنها جرت على التحرك بعد الحذف، فجرت على ذلك في النسب، والردّ إلى الأصل.
[شرح المفصل ج ٦/ ٤، وكتاب سيبويه ج ٢/ ٨٠، والشعر والشعراء].
١٣٦ - وعليهما مسرودتان قضاهما ... داود أو صنع السوابغ تبّع
البيت لأبي ذؤيب الهذلي. والمسرودتان: مثنى «المسرودة»، والدرع المسرودة:
المنسوجة بحيث يدخل بعض الحلق في بعض. وقضاهما: صنعهما. والصنع: بفتحتين، الذي يحسن العمل بيديه. والسوابغ: جمع سابغة، وهي الدرع الواسعة الوافية. وتبّع:
لقب لكل من ملك اليمن.