قالهما البرج بن مسهر الطائي، وهما من مقطوعة في حماسة أبي تمّام. ويريد بالحفر، القبور، أي: آخر أمر ذي المال، والعديم إلى القبور، والعديم: هو من لا شيء له.
والصّفاح: الحجارة العراض.
وقوله: نطوّف: بالتشديد، للتكثير في الفعل و «ما» مصدرية زمانية، أي: نطوف مدة تطوافنا.
وقوله: إلى حفر: متعلق بنأوي. وفيه العيب الشعري المسمّى بالتضمين، وهو أن يتوقف معنى البيت الأولى على الثاني، وجوف: جمع أجوف، بمعنى: ذي جوف. وذكر ابن هشام البيتين على أن الرواية في «نأوي» بالنون، فلا يمكن أن يكون فاعله «ذوو».
يأوي ذوو الأموال. فيكون مع ما بعده توكيدا لنأوي، بالنون .. ولكن الرواية المشهورة «يأوي» بالياء. [شرح أبيات المغني/ ٧/ ٢١٥].
١٦٥ - فأصبح بطن مكّة مقشعرّا ... كأنّ الأرض ليس بها هشام
من شعر للحارث بن أميّة الأصغر، رثى بها هشام بن المغيرة، وهشام، هو أبو عثمان ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم - وكان سيدا مطاعا في الجاهلية، وكانت تؤرخ قريش بموته كما تؤرخ بعام الفيل. والشاعر القائل، جاهلي. والبيت شاهد على أنّ «كأنّ» فيه عند الكوفيين للتحقيق. وقال المبرد في الكامل: يقول: هو وإن كان مات، فهو مدفون في الأرض، فقد كان يجب من أجله أن لا ينالها جدب. وهذا التفسير على قول من جعل «كأنّ» من هذا البيت بمعنى التعجب، فكأنه يعجب من إجداب الأرض وهشام مدفون فيها. وإنما كان ينبغي أن لا تجدب لكونه فيها.
وبعضهم يجعلها بمعنى «الشكّ» ومعناه: إن الأرض أجدبت حتى ظنّ وتوهم أن هشاما ليس مدفونا فيها. ومن ذهب إلى أنّ «كأنّ» هنا للتحقيق، يكون المعنى: إنّ الأرض