الرجحان، ونصب به مفعولين، أحدهما: ياء المتكلم، والثاني: جملة «كان» ومعموليها.
[سيبويه/ ١/ ٦١، والهمع/ ١/ ١٤٨، وشرح أبيات المغني ٦/ ٢٦٧].
٦٣ - أرجو وآمل أن تدنو مودّتها ... وما إخال لدينا منك تنويل
من قصيدة كعب بن زهير التي مدح بها سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، التي مطلعها: «بانت سعاد».
والشاهد: «وما إخال لدينا منك تنويل»، فإن ظاهره أنه ألغى «إخال» مع كونها متقدمة، وليس هذا الظاهر مسلما، فإن مفعولها الأول مفرد محذوف، هو ضمير الشأن، ومفعولها الثاني، جملة «لدينا منك تنويل»، والتقدير: «وما إخاله لدينا منك تنويل».
[الهمع/ ٥٣، والأشموني/ ٢/ ٢٩].
٦٤ - يلومونني في اشتراء النخي ... ل أهلي فكلّهم يعذل
وأهل الذي باع يلحونه ... كما لحي البائع الأوّل
الشاهد: «يلومونني أهلي»، حيث وصل واو الجماعة بالفعل، مع أن الفاعل اسم ظاهر مذكور بعد الفعل. وهذه لغة طيئ، وقيل لغة أزذ شنوءة، وفي هذا المعجم شواهد كثيرة على هذه اللغة. وعليها تأولوا قوله تعالى في سورة الأنبياء: وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا. [آية ٢١]، وقوله تعالى في سورة المائدة: ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ.
[الآية ٧١]. وقد سماها النحويون بلغة «أكلوني البراغيث»، وهذا غير لائق؛ لأنها موجودة في القرآن. وأحسن ابن مالك صاحب الألفية عند ما سماها لغة «يتعاقبون فيكم ملائكة»، إشارة إلى الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومالك بهذا اللفظ، وزعم بعضهم أن الإمام مالك روى الحديث ناقصا، وأنّ الرواية: «لله ملائكة يتعاقبون فيكم» ملائكة بالليل .. الحديث، وليس الأمر كما قالوا، فالحديث مروي في البخاري بطرق متعددة، كما رواه الإمام مالك.
والبيت الشاهد، للشاعر أحيحة بن الجلاح الأوسي (.. نحو ١٣٠ ق هـ - نحو ٤٩٧ م).
والبيت من قطعة في بيان فضل النخيل، حيث يقول بعد البيتين:
هي الظلّ في الحرّ حقّ الظليل ... والمنظر الأحسن الأجمل