لم أعرف قائله، والشاهد فيه: علقت تظلم، حيث جاء بخبر «علق» الدال على الشروع، فعلا مضارعا مجردا من (أن) المصدرية، وذلك واجب في خبر هذا الفعل وإخوانه. [الشذور/ ٢٧٦، والهمع/ ١/ ١٢٨، والأشموني/ ١/ ٢٦٣].
[١٢٧ - يسلكن في نجد وغورا غائرا ... فواسقا عن قصدها جوائرا]
هذا الشاهد من كلام رؤبة بن العجاج الراجز، وقوله: فواسقا: جمع فاسقة وهي الخارجة عما طلب إليها أن تكون عليه. جوائر: مائلات.
والشاهد: قوله «وغورا»، حيث عطف بالنصب على الجار والمجرور، والسرّ في ذلك أن الجار والمجرور هو مفعول به، عند التحقيق، وقد ذكر ابن هشام هذا البيت، لتوجيه قراءة النصب في قوله تعالى: وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ [المائدة: ٦] وأنّ النصب بالعطف على «برؤوسكم» وليس على «وجوهكم وأيدكم» حيث أن
المجرور هو منصوب في المعنى، فيعطف عليه بالنصب، والمسح على الرجلين هنا، معناه: الغسل، أو خفيف الغسل وخصّت الرجلان، من بين سائر المغسولات باسم المسح، ليقتصد في صبّ الماء عليهما إذ كانتا مظنّة الإسراف.
[سيبويه/ ١/ ٤٩، والشذور/ ٣٣٢].
١٢٨ - وقد زعمت أني تغيّرت بعدها ... ومن ذا الذي يا عزّ لا يتغير
البيت لكثير عزة، وقوله: من ذا، من: اسم استفهام، مبتدأ، ذا: اسم إشارة خبره الذي: اسم موصول بدل من اسم الإشارة، وجملة: يا عزّ: معترضة وجملة «لا يتغير» صلة الموصول.
والشاهد: زعمت أني تغيرت، حيث ورد فيه زعم بمعنى (ظنّ) وتعدى إلى