الآية. وإن قصدت به البقعة، أنثته ولم تصرفه، وبيت حسان على هذا المعنى، فهو لم يصرفه؛ لأنه لاحظ فيه معنى البقعة، ففيه العلمية والتأنيث. وكونه صرف في قراءات القرآن، فليس معناه أنه لا يمنع من الصرف، ولكن القراءة سنة متبعة، وهي لا تخالف العربية، ولكن ليس معنى هذا أن كل ما جاز في العربية جازت القراءة به، ولكن معناه أن كل ما قرئ به فهو جائز في العربية، وفرق بين الكلامين. [الإنصاف/ ٤٩٤].
[١٣١ - قالت أميمة ما لثابت شاخصا ... عاري الأشاجع ناحلا كالمنصل]
شاخصا: من شخص بصر فلان فهو شاخص، إذا فتح عينيه وجعل لا يطرف، ويكون ذلك عند الذهول أو مشارفة الموت. وقد يكون شخص بمعنى سار من بلد إلى بلد.
وعاري الأشاجع: هزل وضعف. والمنصل: السيف.
والشاهد: «ثابت»، حيث منعه من الصرف، وليس فيه إلا علة العلمية، وهو ضرورة شعرية.
وشاهد آخر: «عاري الأشاجع»، فإن «عاري» حال من «ثابت»، مثل قوله:
«شاخصا». وقد عامل الشاعر الاسم المنقوص في حال النصب معاملة الاسم المنقوص المرفوع والمجرور، فلم يظهر الحركة على آخره. [الإنصاف/ ٤٩٩].
١٣٢ - لي والد شيخ تهضه غيبتي ... وأظنّ أنّ نفاد عمره عاجل
تهضه: مضارع هاض العظم يهيضه هيضا، إذا كسره بعد ما كاد ينجبر، وكل وجع على وجع فهو هيض. وقد عامل الشاعر «تهضه» معاملة المجزوم وإن لم يسبقه جازم، وكان من حقّ العربية عليه أن يقول: تهيضه، إلا أنه حذف الياء للضرورة.
والشاهد أيضا: «عمره»، فقد اختلس كسرة الهاء ولم يشبعها؛ وأظن ذلك لضرورة الوزن. [الإنصاف/ ٥١٩].
١٣٣ - لتبعد إذ نأى جدواك عنّي ... فلا أشقى عليك ولا أبالي
قوله: لتبعد: أراد، لتهلك، فما في حياتك خير. والجدوى: العطية. ونأى: بعد.
وقوله: فلا أشقى عليك ولا أبالي يريد: أن هلاكك يذهب عني ما أنا فيه من الشقاء بحياتك.