الفرزدق. يقوله من قصيدة وقد ضرب بنو عمه مولى يقال له: حوشب، .. يقول: اصحوا يا بني حزم من سكركم وجهلكم في حين مقاصدنا متحدة وكلمتنا متفقة وأسباب الرحم موصولة غير منقطعة. يدعوهم إلى عدم إثارة الحرب بين الإخوان.
والشاهد: على أنّ (معا) ظرف متعلق بمحذوف هو الخبر: (أهواؤنا معا)، وقيل: حال سدت مسدّ الخبر. [الحماسة/ ٣١١، وشرح أبيات المغني ج ٦/ ٨، والهمع/ ١/ ٢١٨].
١٦٩ - أما والّذي لو شاء لم يخلق النّوى ... لئن غبت عن عيني لما غبت عن قلبي
البيت للشاعر العباس بن الأحنف .. عاصر هارون الرشيد. قيل إنه أشعر أهل زمانه في قوله:
تعتلّ بالشغل عنّا ما تكلّمنا ... الشغل للقلب ليس الشّغل للبدن
والشاهد في البيت الأول على أن جواب القسم المنفي قد دخله اللام بقلّة، وهو قوله (لئن .. لما غبت) فاللام موطئة للقسم - وإن شرطية .. ولما: اللام في جواب القسم، وما: نافية. [شرح أبيات المغني/ ٥/ ١١٢، والهمع/ ٢/ ٤٢].
١٧٠ - وما كلّ ذي لبّ بمؤتيك نصحه ... وما كلّ مؤت نصحه بلبيب
البيت لأبي الأسود الدؤلي .. وهو شاهد عند ابن عصفور على أن (مؤتيك) الضمير فيه مجموع، عائد على المضاف إليه (كل ذي لبّ) لأنه أراد الحكم على كلّ واحد .. وأن مؤتيك أصله (مؤتين لك) فحذفت النون للإضافة. وهو كلام باطل لأنه قال بعده (نصحه) بالإفراد وقال بعده (وما كلّ مؤت). [سيبويه/ ٤٠٩، والهمع/ ٢/ ٩٥، وشرح أبيات المغني ج ٤/ ٢٢٧، والمؤتلف ص ١٥١].
ثمّت لا تجزونني عند ذاكم ... ولكن سيجزيني الإله فيعقبا
.. البيتان للأعشى .. والشاهد: في البيت الثاني، حيث نصب الفعل «يعقب» بعد الفاء في ضرورة الشعر، فيما ليس فيه معنى النفي أو الطلب، ويجوز أن يريد الشاعر نون التوكيد الخفيفة .. يقول الشاعر: لا أبتغي بما أصنع منكم جزاء، ولكنما أجري على الله.
يقال: أعقبه الله بطاعته، أي: جازاه. [سيبويه/ ١/ ٤٢٢].