البيتان للشاعر عارق الطائي من أهل الجاهلية، واسم الشاعر قيس، وإنما سمي «عارق» بما في البيت الثاني. والبيتان من قطعة خاطب بها عمرو بن هند ملك الحيرة، أو أخاه المنذر بن ماء السماء، ومطلع القطعة شعر رقيق، جاء فيه:
ألا حيّ قبل البين من أنت عاشقه ... ومن أنت مشتاق إليه وشائقه
ومن لا تواتي داره غير فينة ... ومن أنت تبكي كلّ يوم تفارقه
وكان الملك قد بعث جيشا، فمرّ بحيّ بديار طيّ، واستاقوا من فيه، فقال الشاعر هذا الشعر.
وقوله: حلفت بهدي، الهدي: ما يهدى إلى الحرم من النّعم، ومشعر: اسم مفعول، من الإشعار، وهو أن يطعن في السنام فيسيل الدم عليه، فيستدل بذلك على كونه هديا.
وبكراته: جمع بكرة وهي الشّابة من الإبل. ويخبّ: من الخبب، وهو ضرب من السير، وهو خطو فسيح. والغبيط: موضع في طريق البصرة إلى مكة. والدرادق: جمع دردق:
كجعفر، وهو صغار الإبل، والضمير في «بكراته» و «درادقه،» للهدي.
والشاهد في البيت: الأول (بكراته) على أن تأنيث نحو «الزينبات» مجازي لا يجب له تأنيث المسند بدليل البيت، فإن البكرات كالزنيبات ولم يؤنث له المسند وهو «مشعر» قال أبو أحمد: ولماذا لا نقرأ مشعر: اسم فاعل، يتحمل ضمير الفاعل، وبكراته: مفعول به، والتقدير: حلفت بهدي أشعرت بكراته.
وقوله في البيت الثاني: لأنتحينّ: من الانتحاء للشيء، الاعتماد والميل، والتعرض له. وذو: بمعنى الذي بلغة طيّ. وعارق: من عرقت العظم: أكلت ما عليه من اللحم.
جعل شكواه كالعرق، وجعل ما بعده إن لم يغيّر ما صنعه تأثيرا في العظم، وقوله: لئن لم: اللام موطئة لجواب
القسم الآتي قبل الشرط.
والشاهد: «ذو» بمعنى الذي. [البيت الأول في الخزانة ج ٧/ ٤٣٧، والمرزوقي ١٧٤٦. والبيت الثاني شرح المفصل ج ٣/ ١٤٨، والمرزوقي ١٧٤٦، والخزانة ج ٧/ ٤٣٧].
[٧٩ - ولم يرتفق والناس محتضرونه ... جميعا وأيدي المعتفين رواهقه]
قالوا: إن البيت مصنوع للشاهد الآتي ذكره. ويرتفق: من الارتفاق، وهو الاتكاء على