رأسه .. فخاف الناس، ولحقوا بابن المهلب، فقال عبد الله بن الزّبير:
أقول لعبد الله لما لقيته ... أرى الأمر أمسى منصبا متشعّبا
تجهز فإمّا أن تزور ابن ضابئ ... عميرا وإمّا أن تزور المهلّبا
فما إن أرى الحجاج يغمد سيفه ... يد الدهر حتى يترك الطفل أشيبا
فأضحى ... البيت.
وقوله: فأضحى: الفاء سببية، تسبّب ما بعدها عن قوله قبل البيت: تجهّز ...
وأضحى: فعل ناقص. اسمه ضمير مستتر يعود على عبد الله في البيت الأول.
وجملة رآها خبرها. وتكون «لو» وصلية، لا جواب لها. لأنه يريد أن عبد الله صار كأنه رأى خراسان مكان السوق، قريبة منه، أو هي أقرب من السوق فذهب إليها من غير تأهب واستعداد، لشدة خوفه، وإن كانت خراسان دونه بمراحل. - والسوق - مكان البيع.
وقيل: خبر أضحى محذوف، «ولو» شرطية، و «رآها» جوابها. والأول أقوى.
وقوله: دونه .. الضمير للسفر المفهوم من المقام، يعني: دون السفر، رأى خراسان مكان السوق للخوف.
والشاهد في: أو هي أقربا: وفيها أقوال: الأول: هي: توكيد للضمير في رآها.
وأقربا مفعول ثان. الثاني: ضمير فصل، بين (هاء) مفعول أول لفعل محذوف تقديره: أو رآها، والمفعول الثاني: أقرب. والثالث: أن يكون «أقرب» ظرفا، فتكون: هي، مبتدأ، و «أقربا» خبر والتقدير: أو هي أقرب من السوق ومثله قوله تعالى «والركب أسفل منكم» [الأنفال: ٤٢]. [الخزانة ج ٧/ ٥٠، والأغاني/ ١٣/ ٤٠].
٢٦ - فذاك وخم لا يبالي السّبّا ... الحزن بابا والعقور كلبا
هذا من رجز رؤبة بن العجاج. والحزن: الغليظ. وصف رجلا بشدة الحجاب ومنع الضيف كأنّ بابه وثيق لا يستطاع فتحه وأنّ كلبه عقور لمن ينزل بساحته باغيا معروفه، ولا يبالي أن يسبّ، ويرى المال أحبّ إليه من عرضه.
والشاهد فيه: نصب «بابا» و «كلبا» على حدّ قولهم «الحسن وجها» وهو من باب