وقوله: وما عليك: ما: اسم استفهام. عليك: الجار والمجرور خبر. أخبرتني ماض مبني للمجهول والتاء نائب فاعل. وهو المفعول الأول والنون للوقاية ياء المتكلم مفعول ثان. دنفا: مفعول ثالث. وجملة (وغاب بعلك) حالية. على تقدير «قد غاب ...»(أن تعوديني) مصدر مجرور بفي محذوفة والتقدير «في عيادتي» وحذف حرف الجرّ هنا قياس.
والشاهد: أخبرتني دنفا، حيث أعمل «أخبر» في ثلاثة مفاعيل.
٦٩ - فليت لي بهم قوما إذا ركبوا ... شنّوا الإغارة فرسانا وركبانا
من أبيات لقريط بن أنيف من مختار أبي تمام في الحماسة يتمنى بدل قومه قوما آخرين من صفتهم أنهم إذا ركبوا للحرب تفرقوا لأجل الهجوم على الأعداء، ما بين فارس وراكب، وقصده حث قومه على قتال أعدائه وليس الهجاء.
والشاهد: الإغارة. حيث وقع مفعولا لأجله منصوبا مع اقترانه بأل. وهو ردّ على من يقول إنّ المفعول لأجله لا يكون إلا نكرة.
وقوله: فرسانا: حال من الواو في شنوا. وركبانا: معطوف عليه. [ابن عقيل/ ٢/ ٢٨ والهمع/ ١/ ١٩٥، والأشموني/ ٢/ ٢٢٠].
٧٠ - ولا ينطق الفحشاء من كان منهم ... إذا جلسوا منّا ولا من سوائنا
قاله المرّار بن سلامة العجلي.
وقوله: جلسوا منا: الجار والمجرور متعلقان ب (جلسوا) و (من) بمعنى «مع».
و «سواء» بالفتح والمدّ، مثل «سوى» بالقصر والكسر. وهي بمعنى «غير» ويرى قوم أنها ظرف مكان بمعنى «بدل» أو بمعنى «مكان» وقولنا مررت برجل سواك، أي: برجل مكانك، أي: يغنى غناءك ويسدّ مكانك. وهذا رأي البصريين، أما الكوفيّون. فيرون أنها تكون اسما، وتكون ظرفا، في الشعر وغير الشعر.
ومن أدله اسميتها دخول حرف الجرّ عليها، كما في البيت. أقول: وهذه المسألة، ليست مما يقال فيه «يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره»، وإنما تجوز في النثر أيضا. لأن نسبتها إلى الضرائر الشعرية، فيها إساءة إلى الشعر والشعراء، ولو تتبعنا مسائل الخلاف