قاله زهير بن أبي سلمى. يصف دارا خلت من أهلها ولم يخلفهم غيرهم فيها فغيروا ما عرفه من آثارها ورسومها. ويقول: ليس بها صمم عن تحيتي، لأني تكلمت بقدر ما تسمع، ولكنها لم تكلمني ولا ردّت جوابي وشاهده: نصب «الدار» بتقدير فعل مفسر.
[سيبويه/ ١/ ٧٣].
٢٢٨ - هذا الجواد الذي يعطيك نائله ... عفوا ويظلم أحيانا فيطّلم
لزهير بن أبي سلمى. يقوله لهرم بن سنان. والنائل: العطاء ويظلم: يسأل في حال العسر - فيكلف ما ليس في
وسعه. ويطلم. بالتشديد يحتمل ذلك الظلم ويتكلفه.
والشاهد: قلب الظاء من يظلم طاء مهملة - لأنّ حكم الإدغام أن يدغم الأول في الثاني ولا يراعى فيه أصل ولا زيادة -[شرح المفصل/ ١٠/ ٤٧].
٢٢٩ - هل ما علمت وما استودعت مكتوم ... أم حبلها إذ نأتك اليوم مصروم
أم هلّ كبير بكى لم يقض عبرته ... إثر الأحبّة يوم البيّن مشكوم
لعلقمة بن عبدة. يقول: هل تبوح بما استودعتك من سرّها يأسا منها أو تصرم حبلها، أي: تقطعه لنأيها عنك وبعدها. ثم استأنف السؤال، فقال: أم هل تجازيك ببكائك على إثرها وأنت شيخ، وأراد بالكبير نفسه. والعبرة: الدمعة. لم يقضها: أي: هو دائم البكاء. والمشكوم المجازى، من الشكم، العطية عن مجازاة، فإن كانت العطية ابتداء فهي الشكر والشاهد: أن «أم» إذا جاءت بعد «هل» يجوز أن يعاد معها «هل» ويجوز أن لا يعاد. بخلاف أم إذا جاءت بعد اسم استفهام فإنه يجب أن يعاد معها ذلك الاسم. وقد اجتمع في البيتين إعادة «هل» وتركها. فإن «أم» الأولى جاءت بعد «هل» ولم تعد «هل» معها. وقد أعادها مع «أم» الثانية في البيت الثاني [الخزانة/ ١١/ ٢٩٤، وسيبويه/ ١/ ٤٧٨، والهمع/ ٢/ ٢٣٣، والمفضليات/ ٣٩٧].
٢٣٠ - فأمّا كيّس فنجا ولكن ... عسى يغترّ بي حمق لئيم
هدبة بن الخشرم العذريّ - والشاهد إسقاط «أن» بعد عسى ضرورة ورفع الفعل.
[سيبويه/ ١/ ٤٧٨].
٢٣١ - أو كلّما وردت عكاظ قبيلة ... بعثوا إليّ عريفهم يتوسّم