٢٤٦ - قالت بنو عامر خالوا بني أسد ... يا بؤس للجهل ضرّارا لأقوام
للنابغة الذبياني. وخالوا: منّ المخالاة، وهي المتاركة والمقاطعة، وكان بنو عامر قد بعثوا إلى حصن بن حذيفة الفزاري الذبياني وابنه عيينة أن يقطعوا حلف ما بينهم وبين بني أسد ويلحقونهم ببني كنانة على أن تحالف بنو عامر بني ذبيان، فهمّ عيينة بذلك، فقالت بنو ذبيان أخرجوا من فيكم من الحلفاء، ونخرج من فينا، فأبوا، فقال النابغة في ذلك قصيدة مطلعها هذا البيت. يا بؤس للجهل: يعني: ما أبأس الجهل على صاحبه وأضره له.
الحقّ والحرمة. والتقدير: لأن حافظت إخاء الذمام، أي: راعيته وقارضت به، والمعنى أنه يقارضهن بما فعلن ...
والشاهد إعمال المصدر «محافظة» عمل الفعل. [سيبويه/ ١/ ٩٧].
[٢٤٨ - إذا ما المرء كان أبوه عبس ... فحسبك ما تريد إلى الكلام]
لرجل من بني عبس ... نسب البلاغة والفصاحة إلى عبس لأنه منهم، وهم بنو عبس بن بغيض ... و (إلى) هنا، بمعنى «من» وفيها بعد، لأنها ضدها. والأجود أن يريد:
فحسبك ما تريد من الشرف إلى الكلام، أي مع الكلام. والبيت ذكره سيبويه في أعقاب إعراب حديث «كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه هما اللذان يهودانه وينصرانه». قال: ففيه ثلاثة أوجه: فالرفع وجهان والنصب وجه واحد. فأحد وجهي الرفع أن يكون المولود مضمرا في يكون - والأبوان هما، مبتدآن وما بعدهما مبني عليهما كأنه قال: - حتى يكون المولود أبواه اللذان يهودانه» ومن ذلك قول الشاعر .. البيت.
والوجه الآخر: أن تعمل «يكون» في «الأبوين» ويكون هما مبتدأ وما بعده خبرا له، والنصب على أن تجعل «هما» فصلا.