[٥٦٦ - ألا لا بارك الله في سهيل ... إذا ما الله بارك في الرجال]
البيت غير منسوب، وهو من الوافر. وأنشدوه شاهدا لحذف الألف من لفظ الجلالة في الشطر الأول، فتقرأ «الله» بدون مدّ، وعلى «الهاء» ضمة، لأنه فاعل بارك.
قال القاضي البيضاوي: حذف «ألف» لفظ الجلالة لحن تفسد به الصلاة ولا ينعقد به صريح اليمين. قال أبو أحمد: وأظنه بيتا مصنوعا؛ للانتصار لأحد الأقول في اشتقاق لفظ الجلالة، وكثير من نقلة اللغة فساق لا يتورعون عن الاختراع والكذب؛ لإظهار براعة في العلم، أو للانتصار لمذهب، وقد أسندوا إلى أهل المعرفة أن قطربا صنع البيت التالي من الرجز:
أقبل سيل جاء من عند الله ... يحرد حرد الجنّة المغلّه
فقد قال المبرد في الكامل، ذكر أبو عبيد أنّ أبا حاتم قال: هذا البيت مصنوع، صنعه من لا أحسن الله ذكره، يعني قطربا.
ولفظ الجلالة كما جاء في بيت قطرب، ينطقه أهل البادية في زماننا كما قال، فيقال:
باسم الله، وهكذا يأتي في نظمهم. [اللسان «أله» والخزانة ج ١٠/ ٣٥٥، والخصائص ج ٣/ ١٣٤، والضرائر ١٣١].
٥٦٧ - خناثى يأكلون التّمر ليسوا ... بزوجات يلدن ولا رجال
البيت بلا نسبة في كتاب سيبويه ج ٢/ ١٩٦، ومنسوب للقحيف العقيلي في الأمثال المؤرج السدوسي ص ٤٩. والخناثى، مثل الحبالى، مفرده الخنثى. ويجمع على خناث أيضا؛ ولذلك جاءت روايته في لسان العرب، كما يأتي:
لعمرك ما الخناث بنو قشير ... بنسوان يلدن ولا رجال
قال ابن منظور: والخنثى: الذي له ما للرجال والنساء جميعا.
قال أبو أحمد: وأظنّ أن الخنثى، كما يظهر للناس: لا رجل ولا أنثى، قد يكون للإنسان فتحة مثل فرج المرأة، ولكن لا يظهر له عند البلوغ أثداء، وقد يظهر له لحية.
وحقيقته أنه رجل غاب ذكره بين اللحم؛ لعيب خلقي، فإذا فتش عنه بعملية، ظهر. وكان في حينا بخان يونس، فتاة بدوية ترعى الغنم اسمها حمدة، ثم غابت فجأة، فقالوا: إنها