للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٣٢ - قد لفّها الليل بسوّاق حطم ... ليس براعي إبل ولا غنم

في الحماسة: قال: ابن رميض العنبري.

وقوله: قد لفّها الليل: يريد الإبل، وجعل الفعل لليل على المجاز، والمعنى جمعها برجل متناهي القوة، عنيف السوق. وحطم: بناء للمبالغة وهو من الحطم، يعني الكسر:

يعني أنه لا يرفق بما يسوق رفق الرعاة لأن الراعي مكترى لاستصلاح مرعيّه وحفظ ما ضمّ إليه بجهده. [سيبويه ج ٢/ ١٤، والمرزوقي ٣٥٥].

٥٣٣ - أقبلن من ثهلان أو وادي خيم ... على قلاص مثل خيطان السّلم

هذا رجز لجرير.

وقوله: قلاص. جمع قلوص وهي الناقة الشابّة. وخيطان: جمع خوط وهو الغصن.

أراد أن القلاص هزلت من شدة السفر حتى صارت كأغصان السلم في الدقة والضمر - والبيت شاهد على أنه يجوز أن يقال في جمع المذكر العاقل المكسّر «الرجال كلهنّ» باعتبار أنّ. نون أقبلن، ضمير العقلاء الذكور: أي: الرجال أو الركب، وإنما أنث لتأويله بالجماعة. والدليل على أن مرجع الضمير إلى الذكور أنه قال فيما بعد:

حتى أنخناها إلى باب الحكم ... خليفة الحجاج غير المتّهم

.. ويؤيد هذا القول، قول الفرزدق «بحوران يعصرن السليط أقاربه» هذا، والحكم المذكور في الرجز هو الحكم بن أيوب الثقفي، وكان ابن عمّ الحجاج وعامله على البصرة. وهذا أول شعره قاله جرير في مدح الحكم، ثم أوصله هذا إلى الحجاج.

[الخزانة ج ٥/ ١٦٣].

<<  <  ج: ص:  >  >>