القصد تعليق الجواب عليه، وتعليق الشيء لا يكون على شيء مضى، لأنه لا فائدة في تعليق وجوب الجواب عليه وإنما التعليق فيما يأتي من الزمان، وهنا دخلت (إن) على الماضي. [الإنصاف/ ٦٣٣].
١٤٢ - أبوك حباب سارق الضيف برده ... وجدّي يا حجاج فارس شمّرا
البيت منسوب إلى جميل بن معمر العذري، صاحب بثينة. وقوله «حباب» بضم الحاء: خبيث ماكر، وشمّر: اسم فرس، وسارق: صفة لحباب، والضيف: مضاف إليه، وهو من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله، والمراد أنه خبيث دنيء حتى إنه ليضيف الناس ليخدعهم عن أموالهم ويسرقها منهم، برده: برد: بدل من الضيف على لفظه أو محله، ويجوز كونه مفعولا لسارق. [الشذور/ ٤٥٤، والأشموني/ ١/ ١٣١، والحماسة/ ٣١٥، واللسان «شمر»].
والشاهد: شمّر، حيث منعه من الصرف لكونه علما على وزن الفعل، فهو على وزن قدّم وكرّم، وهذا وزن لا يكون إلا للفعل، ولكننا لم نعرف أن جميلا كان يمدح أو يهجو.
١٤٣ - فأصبحت أنّى تأتها تلتبس بها ... كلا مركبيها تحت رحلك شاجر
البيت للشاعر لبيد بن ربيعة العامري. وقوله: مركبيها: أراد ناحيتيها وجهتيها، وأصل المركب: مكان الركوب، وقوله: شاجر: اسم فاعل من قولهم: شجر بين القوم، أي:
تفرق، واختلف. وصف الشاعر داهية يعجز الشجاع عن الخوض في مضمارها فيقول:
إنك إذا جئتها وقعت فيها والتبست بها وكان ركوبها صعبا عليك. فأصبحت: أصبح:
فعل ناقص والتاء اسمه، أنّى: اسم شرط، تأتها: فعل الشرط، تلتبس: جوابه، والجملة خبر أصبح، كلا: مبتدأ، شاجر: خبر، وأفرد الخبر لأن كلمة «كلا» وإن كان معناها مثنى إلا أن لفظها مفرد، فراعى الشاعر لفظها فأفرد الخبر وهو الأرجح وعليه قوله تعالى: