الشاهد: وماء: فإنه لا يمكن عطفه على ما قبله لكون العامل في المعطوف عليه لا يصح تسليطه على المعطوف مع بقاء معنى هذا العامل في حاله. وخرّجوه على أنه مفعول لفعل محذوف يناسبه. وقيل: مفعول معه. أو معطوف على ما سبقه عطف مفرد على مفرد، مع تضمين الفعل معنى، يصح أن يتسلط على المعطوف والمعطوف عليه جميعا.
وهو «أنلتها» أو قدّمت لها. والحق أنه لا يحتاج إلى تأويل، لأن العلف لا يكون بغير ماء، والماء لا يكون بغير علف. فالماء أيضا من العلف، وبخاصة إذا كان المأكول تبنا أو حبا. أما لو قال: علفتها العشب، أو الربيع. فإنه قد يستغني الراعي عن الماء. والله أعلم. [شرح أبيات المغني/ ٧/ ٣٢٣ وابن عقيل/ ٢/ ٤٤، والخصائص/ ٢/ ٤٣١، والشذور/ ٢٤٠، والأشموني/ ٢/ ١٤٠ والمرزوقي/ ١١٤٧، وشرح التصريح/ ١/ ٣٤٦، والهمع/ ٢/ ١٣٠].
٤ - إذا رضيت عليّ بنو قشير ... لعمر الله أعجبني رضاها
البيت - للقحيف العقيلي من أبيات يمدح فيها حكيم بن المسيّب القشيري.
والشاهد: رضيت عليّ. فإنّ «على» فيه بمعنى «عن» لأن رضي يتعدى ب «عن». لقوله تعالى: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ [المائدة: ١١٩] وقد حمل الشاعر (رضي) على ضده، وهو سخط فعّداه بالحرف الذي يتعدى به ضده، وهو «على» والعرب تحمل الشيء على ضده كما تحمله على نظيره. [شرح أبيات المغني/ ٧/ ١٩٥، وشرح التصريح/ ٢/ ١٤، وابن عقيل/ ٢/ ١٢٦، والهمع/ ٢/ ٢٨].
[٥ - تقول عرسي وهي لي في عومره ... بئس امرأ وإنني بئس المره]
لا يعرف قائل هذا الرجز. والعومرة: الصياح والصخب.
والشاهد: بئس امرأ. حيث رفع بئس ضميرا مستترا، وقد فسّر التمييز بعده - امرأ - هذا الضمير. وخبر إنني - إما جملة بئس، وهو شاذ، لأنه جملة إنشائية أو مؤول على تقدير قول محذوف يقع خبرا لإنّ، وتقع هذه الجملة مقولة له. [الأشموني/ ٣/ ٣٢،