البيت، أو صدره في الهمع ج ١/ ١٤٧. وقال السيوطي: كقول النخيعة تخاطب أمتها لطيفة، وقال: وقد يفصل بين حرف النداء والمنادى، بفعل أمر كقول النخيعة، أرادت يا لطيفة فرخمت وفصلت. ولكن قولها:«فابك»، أمر لمذكّر، ولو كان المأمور مؤنثا، لقالت: فابكي، كما قالت في الشطر الثاني:«وأذري»، فهذه الياء، ياء المؤنثة المخاطبة، ويستقيم الوزن بدون ياء المؤنثة. ويروى الشطر الأول:«فابك تهتانا»، والتهتان: ما هو فوق الطلّ، أو مطر ساعة، ثم يفتر، ثم يعود. وسموا الشاعرة: حذام بنت خالد، أو جداية بنت خالد. [الهمع/ ١/ ١٧٤].
٥٤ - يا مال والحقّ عنده فقفوا ... تؤتون فيه الوفاء معترفا
هكذا أنشده سيبويه في كتابه ج ١/ ٣٣٥، ٤٥٠، بقافية منصوبة للأنصاري.
والشاهد: ترخيم «مالك»، فقال «يا مال».
والحقّ أنّ هذا البيت ملفق من بيتين، في قصيدة قافيتها مرفوعة، وهي لعمرو بن امرئ القيس الخزرجي، جدّ عبد الله بن رواحة، وهذا الشعر في يوم سمير بين الأوس والخزرج، وكان سمير من الأوس قتل مولى لمالك بن العجلان اسمه بجير، فطلب مالك أن يبعثوا إليه سميرا؛ لقتله بمولاه فقالوا: نعطيك دية القتيل، نصف دية الصريح، فأبى إلا دية كاملة، فقامت الحرب سنوات، ثم طلب أهل الرأي التحكيم، فحكّموا عمرو بن امرئ القيس، فقضى لمالك بديه المولى، فأبى مالك، وآذن بالحرب، وقال شعرا على قافية الفاء المرفوعة، فأجابه عمرو بن امرئ القيس بقصيدة على قافية الفاء المرفوعة، مطلعها:
يا مال والسيّد المعمّم قد ... يطرأ في بعض رأيه السّرف
(أوتيت فيه الوفاء معترفا) ... بالحقّ فيه فلا تكن تكف
هكذا ترى أنه جعل الشطر الأول من أحد البيتين قافية، وجعل القافية شطره الأول، ولعلّ سيبويه نسب البيت للأنصاريّ، ولم يحدّد الشاعر؛ لأنّ الشعر الذي قيل في يوم