وقوله: هما نفثا: ضمير التثنية راجع إلى إبليس وابنه. ونفثا: أي: ألقيا على لساني.
والنابح: أراد به من يتعرض للهجو والسب من الشعراء، وأصله في الكلب ومثله العاوي، والرّجام: مصدر راجمه بالحجارة أي: راماه. جعل الهجاء كالمراجمة لجعله الهاجي كالكلب النابح. والبيت شاهد على أن الشاعر جمع بين
البدل والمبدل منه وهما الميم والواو في «فمويهما» وزعموا أن الميم في «فم» بدل من الواو في «فوه» فإذا رجعت الواو، كان يحسن أن تحذف الميم. وقولهم: هذا الحرف مبدل من ذاك أمر فرضي وليس وصفا لواقع. والأحسن أن تقول: إن الفم، هي لغة، وأن (فو) لغة وأن «فمو» لغة. والله أعلم. [سيبويه ج ٢/ ٨٣، والخصائص ج ١/ ١٧٠ و/ ٣/ ١٤٧.
والإنصاف ص ٣٤٥، والهمع ج ١/ ٥١].
[٤٥٤ - ليس الأخلاء بالمصغي مسامعهم ... إلى الوشاة ولو كانوا ذوي رحم]
البيت غير منسوب وهو في الهمع ج ٢/ ٤٨ والعيني ج ٣/ ٣٩٤.
وقوله: بالمصغي. جمع مذكر سالم، مفرده المصغي. حذفت النون للإضافة، أو للتخفيف، والذي سوغ تحلية المضاف المشتق بأل مع خلو المضاف إليه منها أنّ الإضافة لا تفيد تعريفا، وهذه الإضافة تكون في المثنى والمجموع.
[٤٥٥ - لولا ابن حارثة الأمير لقد ... أغضيت من شتمي على رغمي]
٤٥٦ - إلا كمعرض المحسّر بكره ... عمدا يسبّبني على الظّلم
... البيتان منسوبان للنابغة الجعدي: وهما في [اللسان (عرض، وسبّ، وحسر).
وسيبويه ج ١/ ٣٦٨]. قال النحاس معقبا: كأنه قال: وكمعرض، فإلّا في معنى الواو (٢٠٦) وفي اللسان: حسّر الدابة أتعبها. فقال: أراد إلا معرضا فزاد الكاف. وقال في (سبب) سبّبه: أكثر سبّه. وأراد إلا معرضا، فزاد الكاف، وهذا من الاستثناء المنقطع عن الأول، ومعناه: لكن معرضا.
[٤٥٧ - أرقت ولم تهجع لعيني هجعة ... وو الله ما دهري بعسر ولا سقم]
لم أعرف قائله، وأنشده السيوطي عن أبي حيان على أنه لو كان أصل واو القسم العطف ما دخلت عليها واو العطف في قول الشاعر (البيت) [الهمع ج ٢/ ٣٩ والدرر ج ٢/ ٤٤].