منه أحد. ولو كان مخلوق ينجو من الموت، لنجا وعل في رأس جبل عال.
وقوله: طالع: يعود الضمير على الوعل، وطالعت الشيء: طلعت عليه، وأشرفت عليه. وقيل: طالع: يعني أتى. ومسجورة: مملوءة، ويريد العين من الماء. والنبع:
شجر يتخذ منه القوس. والساسم: شجر، يزعمون أن القوس تصنع منه، وينبت في الشواهق. [الخزانة ج ١١/ ١٠١ واللسان (سسم).] وانظر ما كتبناه عن القصيدة التي منها البيت في الشاهد «لقيم بن لقمان ... فكان ابن أخت له وابنما».
٣٨٣ - أنا سيف العشيرة فاعرفوني ... حميدا قد تذرّيت السّناما
البيت للشاعر حميد بن بحدل، أو حميد بن حريث بن بحدل، وهو شاعر إسلامي، عمته ميسون بنت بحدل أم يزيد بن معاوية، وهو من بني كلب بن وبرة من قضاعة، وهو الذي قاد قومه أيام الفتنة بعد موت يزيد بن معاوية.
وقوله: حميدا. بدل من ياء، اعرفوني، أو منصوب بإضمار فعل على المدح، كأنه قال: فاعرفوني مشهورا. وتذريت السنام: علوته من الذّروة، وهي أعلى السنام.
والبيت شاهد على أن ثبوت ألف «أنا» في الوصل عند غير بني تميم لا يكون إلا في الضرورة. [شرح المفصل ج ٣/ ٩٣، والخزانة ج ٥/ ٢٤٢، وشرح شواهد الشافية ٢٣٢].
٣٨٤ - فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى ... مساغا لناباه الشجاع لصمّما
البيت للشاعر المتلمّس ... وهو في سياق قصيدة يعاتب فيها أخواله. وكان المتلمس ينزل عند أخواله، فأرادوا انتقاصه، فغض عن ذلك للرحم، وقال: لو هجوت قومي كنت كمن قطع بيده يده الأخرى. والبيت أنشده ابن يعيش
والأشموني شاهدا على أن قوما من العرب يلزمون المثنى الألف دائما. ولذلك قال:(لناباه) فاللام حرف جرّ. ناباه، مثنى ناب، ولو أجراه على المشهور لقال «لنابيه» وتعزى هذه اللغة، لكنانة، وبني الحارث ابن كعب، وبني العنبر، وبطون من ربيعة وزبيد وخثعم وهمدان وعذرة، وخرّج عليها قوله تعالى: إِنْ هذانِ لَساحِرانِ [طه: ٦٣] وقوله صلّى الله عليه وسلّم: «لا وتران في ليلة». والشواهد الشعرية على هذه اللغة كثيرة، [انظر شرح المفصل ج ٣/ ١٢٨] وفي الخزانة روي البيت «لنابيه» على الأصل، وكذلك في «المؤتلف والمختلف للآمدي». [الأشموني ج ١ /