.. البيت مجهول القائل، وذكره ابن هشام في الأمور التي يكتسبها الاسم بالإضافة، ومنها «تذكير المؤنث» في هذا البيت، فقوله: إنارة: مؤنث، أخبر عنه ب «مكسوف» وهو مذكر، فاستفاد المؤنث التذكير من إضافته إلى «العقل». [شرح أبيات المغني/ ٧/ ١٠١، والأشموني/ ٢/ ٢٤٨، والخزانة/ ٤/ ٢٢٧].
١٦٥ - قبائلنا سبع وأنتم ثلاثة ... وللسّبع خير من ثلاث وأكثر
نسبه سيبويه للقتال الكلابي، والشاهد: وأنتم ثلاثة، مع أنه أراد أن يقابلهم بنفسه فهو يريد أن يقول: نحن سبع قبائل، وأنتم ثلاث قبائل. فكان ينبغي أن يقول: وأنتم ثلاث قبائل. إلا أن القبيلة قد يطلق عليها لفظ البطن، كما نطلق القبيلة على البطن، ولذلك جاء الشاعر بلفظ ثلاثة مقترنا بالتاء كما لو كان المعدود مذكرا، حيث أراد المعنى، لا اللفظ. [الإنصاف/ ٧٧٢].
١٦٦ - أزيد بن مصبوح فلو غيركم جنى ... غفرنا وكانت من سجيّتنا الغفر
رواه ابن منظور في (غفر)، والشاهد: وكانت من سجيتنا الغفر، حيث ألحق تاء التأنيث بكان مع أن اسمها مذكر وهو الغفر، ويغتفر العلماء ذلك إذا كان اسمها مذكرا وفصل بخبرها بينها وبين اسمها، وقد يكون أنث هنا مراعاة للمعنى، لأن الغفر بمعنى المغفرة، أو لأن الخبر محذوف، وهو مؤنث تقديره «وكانت الغفر سجية» فلما كان الغفر مخبرا عنه بالسجيّة كان مؤنثا، فلذلك أنث الفعل. [الإنصاف/ ٧٧٤].
١٦٧ - عهدي بها في الحيّ قد سربلت ... بيضاء مثل المهرة الضّامر
من قصيدة للأعشى .. والعهد: الالتقاء والمعرفة، ومن العهد: أن تعهد الرجل على حال أو في مكان، وعهدي بها: في بيت الشاهد: مبتدأ خبره محذوف، أي: عهدي بها حاصل، وقد سربلت: جملة في موضع الحال من الضمير المجرور محلا، بالباء، وسربلت: مجهول، ألبسوها السربال.
والشاهد: المهرة الضامر: وصف المهرة بالضامر، وهي أنثى، من غير أن يؤنث الصفة بتاء التأنيث، مما يدل على أنّ لفظ (ضامر) للذكر والأنثى، والبيت ردّ على الكوفيين، أن السبب في حذف التاء من طالق وحائض، أنها ألفاظ خاصة بالمؤنث، فقد حذفت من