«عالية» شواه لأنه إذا مات انتفخ وعلت قوائمه، ومن زعم أنه لم يمت وإنما وصفه بارتفاع القوائم فإنه يرويه «عالية» شواه، وعالية، بالرفع والنصب. وقبل البيت الشاهد:
كأنّ قوائم النّحام لمّا ... تحمّل صحبتي أصلا محار
والنحّام: اسم الفرس، وقوله: كأن .. الخ شبه غرته في البياض والاستطالة بما أسبل من الخمار وهو العمامة. [سيبويه/ ٤/ ٢٥٨، هارون].
٣٧٧ - ثم أضحوا كأنّهم ورق جفّ ... فألوت به الصّبا والدّبور
البيت للشاعر عديّ بن زيد من قصيدة وعظ بها النعمان بن المنذر، وكان قد حبسه ثم قتله، ومطلع القصيدة أحد الشواهد (أرواح .. تصير)، وقبل البيت الشاهد:
وتذكّر ربّ الخورنق إذ أشرف يوما وللهدى تفكير ... سرّه ملكه وكثرة ما يحويه والبحر معرضا والسدير
فارعوى قلبه فقال وما غبطة حيّ إلى الممات يصير ... ثم بعد الفلاح والملك والإمّة وارتهم هناك القبور
ذهبت به. شبه الذين مضوا، وانقراضهم بورق الشجر وتغيّره وجفافه. وذكر الصّبا والدبور، وهما ريحان لأن لهما تأثيرا في الأشجار.
قال الزمخشري في المفصل «وأصبح وأمسى، وأضحى على ثلاثة معان .. الثالث منها أن تكون بمعنى صار، كقولك: أصبح زيد غنيا وأمسى فقيرا» .. واستشهد بالبيت على أن «أضحى بمعنى صار، من غير أن يقصد بها إلى وقت مخصوص. [شرح المفصل ج ٧/ ١٠٤، والأشموني/ ١/ ٢٣٠، والهمع/ ١/ ١١٤].
٣٧٨ - لدم ضائع تغيّب عنه ... أقربوه إلا الصّبا والدبور
البيت بلا نسبة في [العيني ٣/ ١٠٥، والدرر ١/ ١٩٤، والهمع/ ١/ ٢٢٩].
٣٧٩ - ولهت عليه كلّ معصفة ... هوجاء ليس للبّها زبر