رجز للعجاج، وقوله بخّ: كلمة تقال عند تعظيم الإنسان، وعند التعجب من الشيء، وعند المدح والرضا، والأقعس: الثابت الذي لا يتّضع ولا يذل، وأصل القعس: دخول الظهر وخروج الصدر، ويلزم منه رفع الرأس.
والشاهد: تشديد «بخّ»، والاستدلال به على أنّ المخففة أصلها المشددة، فإذا سمي بها وحقّرت، ردّت لامها المحذوفة فيقال: بخيخ. [سيبويه/ ٢/ ١٢٣، وشرح المفصل/ ٤/ ٧٨].
[٣٩ - فأصبحت بقرقرى كوانسا ... فلا تلمه أن ينام البائسا]
قرقرى: موضع مخصب، كوانسا: يقال: كنس الظبي وبقر الوحش دخل كناسه، أي:
بيته، فاستعاره هنا للإبل، فهو ينعت إبلا بركت بعد أن شبعت فلذا نام راعيها؛ لأنها غير محتاجة إلى الرعي وأصل البائس: الفقير، فجعله هنا لمن أجهده العمل على معنى الترحم.
والشاهد: نصب «البائسا» بإضمار فعل على معنى الترحم، وهو فعل لا يظهر، كما لا يظهر فعل المدح والذم. [سيبويه/ ١/ ٢٥٥، وشرح المغني/ ٦/ ٣٥١].
[٤٠ - محتبك ضخم شؤون الرأس]
رجز للعجاج، يصف بعيرا، والمحتبك: الشديد وشؤون الرأس: قبائله، وملتقى أجزائه، وإذا ضخمت كانت أشدّ له، وأعظم لهامته.
والشاهد: نصب «شؤون» بالصفة المشبهة باسم الفاعل وهي «ضخم». [سيبويه/ ١/ ١٠٠].
٤١ - فمن طلب الأوتار ما حزّ أنفه ... قصير ورام الموت بالسيف بيهس
نعامة لمّا صرّع القوم رهطه ... تبيّن في أثوابه كيف يلبس
البيتان للمتلمّس (جرير بن عبد المسيح) من قصيدة أورد بعضها أبو تمام في الحماسة، وقبل البيتين:
ألم تر أنّ المرء رهن منيّة ... صريع لعافي الطير أو سوف يرمس
فلا تقبلن ضيما مخافة ميتة ... وموتن بها حرّا وجلدك أملس
وقوله: وجلدك أملس: نقيّ من العار سليم من العيب، يريد أن الموت نازل بك على كلّ حال فلا تتحمل العار خوفا منه.