١١ - فقولا لهذا المرء ذو جاء ساعيا ... هلمّ فإنّ المشرفيّ الفرائض
لقوّال الطائي، ذكره أبو تمام في الحماسة مع بيتين، يقولها في ساع جاء يطلب إبل الزكاة، والشاعر إسلامي عاصر مروان بن محمد، والساعي: الذي يلي جمع الزكاة من أربابها. وهلمّ: اسم فعل أمر، معناه أقبل وتعال. والمشرفي: السيف. والفرائض: جمع فريضة: وهي ما يؤخذ من السائمة في الزكاة. والشاعر يتهكم بالساعي الذي جاءهم يطلب الذي عليهم من زكاة أموالهم، وكان قومه قد امتنعوا عن دفع الزكاة.
والشاهد: «ذو جاء»، فإن «ذو» هنا اسم موصول بمعنى الذي، وهو صفة للمرء.
[الأشموني/ ١/ ١٥٧، والإنصاف/ ٣٨٣، والمرزوقي/ ٦٤٠، والخزانة/ ٥/ ٢٨، وج ٦/ ٤١].
١٢ - أظنّك دون المال ذو جئت تبتغي ... ستلقاك بيض للنفوس قوابض
يتبع الشاهد السابق، لقوّال الطائي، والبيض: جمع أبيض، وهو السيف.
والشاهد: «ذو جئت»، فإن ذو اسم موصول بمعنى الذي، وهو صفة للمال، ومن هنا نعلم أن الطائيين يستعملون «ذو» في العقلاء، وفي غير العقلاء. [المرزوقي/ ٦٤٢، والانصاف/ ٣٨٣، والخزانة/ ٥/ ٢٩].
١٣ - يغادر محض الماء ذو وهو محضه ... على إثره إن كان للماء من محض
يروّي العروق الهامدات من البلى ... من العرفج النجديّ ذو باد والحمض
البيتان في حماسة أبي تمّام من شعر ملحة الجرمي من طيئ.
والمحض: أصله اللبن الحامض بلا رغوة، ثم استعمل في الحسب وغيره، يقول:
يترك خالص الماء الذي هو خالصة السحاب وصافيته، ويخلفه في مسايل الأودية على إثره، وإنما يشير إلى ما تقطّع ورقّ من ماء المطر بنضد الأحجار، وأصول الأشجار، حتى صفا من شوائب الكدرة، وقرّ في المناقع وقرارات الأودية. وقوله: إن كان للماء من محض؛ لأن ماء المطر جنس واحد، إذا لم يختلط به غيره، لا يختلف. وقوله:
يروي العروق الهامدات من البلى: يريد أنه أحيا ما أشرف على اليبس من عروق الشجر البالية، وأعادها غضة مرتوية.