ذاك وإني على جاري لذو حدب ... أحنو عليه بما يحنى على الجار
الأبيات للأحوص الأنصاري.
وقوله: نبهني، أي: طرقني ليلا. و «عقر» المفعول الثاني للفعل «عوّد»، والعشار:
جمع عشراء وهي الناقة التي أتى على حملها عشرة أشهر، والعشار عند العرب أعزّ الإبل، فذبحها للضيف يكون غاية في الجود والكرم. وفي البيت الثاني: ألفى: جواب إذا، وجملة «إذا خفيت» خبر إنّي، ويجوز فتح همزة «أني» على البدل من «العقر» والمرملة: الجماعة التي نفد زادها ورجل مرمل لا شيء عنده، مشتق من الرمل، كأنه لا يملك غيره، وألفى: مبني للمجهول ينصب مفعولين، الأول: نائب فاعل، والثاني:
«رافعا» والتلّ: ما ارتفع من الأرض، وإيقاد النار في الأماكن العالية من أخلاق الكرام حتى يهتدي الضيف إليها في الليل المظلم.
وقوله:«ذاك» في البيت الثالث: إشارة إلى عقر العشار، وإيقاد النار. وصحّ الإشارة ب (ذاك) إلى الاثنين لأنه بتأويل «ما ذكر» وذاك: خبر مبتدأ محذوف، أي: شأني وأمري ذاك، وجملة (إني لذو حدب) معطوفة على الجملة المحذوف صدرها ووجب كسر (إنّ) لوجود اللام في الخبر، ولولاها لجاز فتح إنّ وكانت مؤولة مع معموليها بمصدر مرفوع معطوف على «ذاك» عطف مفرد على مفرد، وذو: خبر إنّ، وأحنو: خبر بعد خبر، والشاهد «ذاك وإني .. لذو حدب» وأنه ليس فيه إلّا كسر الهمزة، ويجوز فتحها إذا لم توجد لام التوكيد، ومنه قوله تعالى (على
الفتح): ذلِكُمْ، وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ [الأنفال: ١٨]. [كتاب سيبويه ج ١/ ٤٦٣، والخزانة ج ١٠/ ٢٦٨].
٤٨٣ - لعن الإله - وزوجها معها - ... هند الهنود طويلة البظر
البيت منسوب لحسان بن ثابت في ديوانه، وهو في الهمع ج ٢/ ١٤١، وإن كان المقصود هند بنت عتبة زوج أبي سفيان، لا تصحّ رواية البيت، لأنها أسلمت وزوجها أبو سفيان، وصارا من الصحابة، ولعلّ حسان قاله بعد وقعة أحد، وهو شاهد على جواز تقديم المعطوف (وزوجها) على المعطوف عليه (هند الهنود) لأن التابع منصوب.