وهو شاهد: على إعمال «ما» الحجازية، إذا تقدم خبرها على اسمها. فقوله:«مثلها» خبر مقدم. ونجران: اسمها مؤخر وقد سمع «ما مسيئا من أعتب» بنصب «مسيئا» ..
ومثله قول الفرزدق:
فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم ... إذ هم قريش، وإذ ما مثلهم بشر
١٧٢ - ومن حسد يجور عليّ قومي ... وأيّ الدهر ذو لم يحسدوني
نسب البيت إلى حاتم الطائي. وهو شاهد على حذف العائد إلى الاسم الموصول والموصول هنا «ذو» وتقدير العائد المحذوف، «لم يحسدوني فيه»[الأشموني ١/ ١٧٤، والعيني ١/ ٤٥١، والتصريح ١/ ١٤٧].
١٧٣ - وبعض الحلم عند الجه ... ل للذلّة إذعان
.. قائله: الفند الزّماني في حرب البسوس من قصيدة مطلعها [وهي في الحماسة رقم ٢].
صفحنا عن بني ذهل ... وقلنا القوم إخوان
واسم الشاعر: شهل بن شيبان ... والشاعر يعتذر من تركهم التحلّم مع الأقارب لمّا كان مفضيا إلى اكتساء الذل، واكتساب خضوع وعار. أو التقدير: بعض الحلم إذعان للذلة عند جهل الجاهل.
والشاهد «للذلة إذعان» قال ابن هشام: إن اللام متعلق. بإذعان محذوف يدل عليه الإذعان المذكور. لأن «الإذعان» مصدر، ولا يتقدم على المصدر معموله. قال هذا في ردّ أحد وجوه إعراب قولهم:«الإعراب لغة البيان» وما شابهه من التعريفات. فقد ظنّ أن «لغة» منصوب على نزع الخافض وأن يقدر المجرور متعلق بالخبر المتأخر «البيان».
وقد اختار ابن هشام أن يكون إعراب «لغة» حالا، مع التأويل البعيد. [الهمع/ ٢/ ٩٣، والأشموني/ ٢/ ٢٩١، والحماسة/ ٣٨].