والشاهد: «لا غير»، (غير) مبني على الضمّ؛ لانقطاعه عن الإضافة. وفيه ردّ على ابن هشام الذي شرط أن تقع بعد ليس، وأن قول الفقهاء: (لا غير)، لحن. فهذا البيت أنشده ابن مالك شاهدا لصحة البناء بعد «لا» النافية.
٣٦٥ - يا أحسن الناس ما قرنا إلى قدم ... ولا حبال محبّ واصل تصل
البيت غير منسوب. واستشهد به السيوطي على أن الشاعر حذف «بين»، وأقام «قرنا» مكانها، والأصل: «ما بين قرن إلى قدم». [الهمع/ ٢/ ١٣١].
٣٦٦ - ماذا - ولا عتب في المقدور - رمت أما ... يكفيك بالنّجح أم خسرو تضليل
البيت في الهمع ج ١/ ٨٨، وأنشده شاهدا لجواز الفصل بين الموصول والصلة بجملة الاعتراض. وهذا على اعتبار
أن «ذا» من «ماذا»، موصولة. ويحتمل أن تكون «ماذا» كلها استفهامية.
٣٦٧ - فيوما يوافين الهوى غير ماضي ... ويوما ترى منهنّ غولا تغوّل
البيت لجرير، من قصيدة يهجو بها الأخطل. ويوافين، أي: يجازين، ويروى أيضا:
(يجازين)، من المجازاة، ويروى: (يجارين)، بالراء المهملة، أي: يجارين الهوى بألسنتهنّ ولا يمضينه.
والشاهد: قوله: (غير ماضي)، حيث حركت «الياء» للضرورة. ويروى: (غير ماصبى)، من صبا يصبو بالصاد المهملة، أي: من غير صبى منهن إليّ. ويبدو أنه هو الصحيح، وأن بعض النحويين حرفوه، وهي رواية ديوانه، وعلى هذا لا شاهد فيه. والغول: أخبث السعالي. وأصل تغوّل: تتغوّل، فحذفت إحدى التاءين، من تغولت الإنسان الغول، أي:
ذهبت به وأهلكته، والمعنى: أنه يصفهن بأنهن يوما يجازين العشاق بوصل متقطّع، ويوما يهلكنهم بالصدود والهجران. [الأشموني ج ١/ ١٠٠، وشرح المفصل ج ١٠/ ١٠١، وكتاب سيبويه ج ٢/ ٥٩، وروايته: (فيوما يوافيني الهوى غير ماضي)].
٣٦٨ - فإن يك من جنّ لأبرح طارقا ... وإنّ يك إنسا ماكها الإنس تفعل
البيت للشنفرى من لامية العرب.
وقوله: «فإن يك من جنّ»، اسم «يك» ضمير يعود على الطارق المفهوم من المقام،