للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيتان للكميت بن زيد. والعرف: مكان. وما أنت: استفهام توبيخي. والمحول:

الذي مضى عليه حول. ويك: كلمة تفجّع، أصلها ويلك. وكرب: من أخوات كاد.

والشاهد في البيت الثاني، أنّ العدد الذي آخره النون، يضاف إلى صاحبه، أكثر من إضافته إلى المميز، أي: قرب أن يكمل ستون سنة من عمرك. [الخزانة/ ٣/ ٢٦٧].

[١٦٤ - كلانا إذا نال شيئا أفاته ... ومن يحترث حرثي وحرثك يهزل]

هذا البيت، نسبه بعضهم لامرئ القيس من معلقته، ورواه الأكثرون للشاعر تأبط شرّا، والأقوى أنه للأخير؛ لأنه رابع أربعة أبيات تحكي قصة لقاء الشاعر مع الذئب. قال البغدادي في «الخزانة»: وهذا الشعر أشبه بكلام اللص والصعلوك، لا بكلام الملوك.

وقصة لقاء الشعراء بالذئب تتعدد في الشعر العربي. فالفرزدق له أبيات في قصته مع الذئب، والبحتري له قصة طريفة، مثبتة في ديوانه. وقبل البيت:

وواد كجوف العير قفر قطعته ... به الذئب يعوي كالخليع المعيّل

فقلت له لما عوى إنّ شأننا ... قليل الغني إن كنت لمّا تموّل

وجوف العير: مثل لما لا ينتفع منه بشيء. والخليع: الذي خلعه أهله لجناياته.

والمعيّل: الكثير العيال. ولما تموّل: لما النافية التي تجزم المضارع.

ومعنى البيت الشاهد: من طلب مني ومنك شيئا، لم يدرك مراده.

وقيل معناه: من كانت صناعته وطلبته مثل طلبتي وطلبك في هذا الموضع، مات هزالا؛ لأنهما كانا بواد لا نبات فيه ولا صيد.

والشاهد: «أنّ كلا، وكلتا» لو كانتا مثنيين حقيقة، لم يجز عود ضمير المفرد إليهما، كما عاد ضمير «نال» المفرد إلى «كلا» في هذا البيت، فلما عاد إليها الضمير المفرد، علم أنها مفردة لفظا مثناة معنى، فعاد إليها باعتبار اللفظ، وهو الكثير. ويجوز أن يثنى الضمير العائد إليها باعتبار المعنى. [الخزانة/ ١/ ١٣٤].

[١٦٥ - وقد أغتدي والطير في وكناتها ... بمنجرد قيد الأوابد هيكل]

البيت من معلقة امرئ القيس. وهو شاهد على أنه يخرج عن تعريف الحال (كونه يبين الهيئة)، الحال التي هي جملة بعد عامل وليس معه ذو حال، فجملة (والطير في

<<  <  ج: ص:  >  >>