والشاهد:«من ذا قالها»، فإنه استعمل «ذا» اسما موصولا بمعنى «الذي»، بعد «من» الاستفهامية، وجاء له بصلة هي قوله:«قالها». [الشذور، والهمع/ ١/ ٨٤].
٨ - سلي إن جهلت الناس عنّا وعنهم ... فليس سواء عالم وجهول
قاله السموأل بن عادياء اليهودي، لعنه الله، وقد ضربوا به المثل في الوفاء، وأظن ذلك كذبا؛ لأن اليهود مشهورون بالغدر منذ فجر حياتهم، وقد ذكرهم الله يغدرون بالأنبياء، فكيف يكون لهم نصيب من الوفاء للناس.
والشاهد:«ليس سواء عالم وجهول»، حيث قدم خبر ليس، وهو قوله:«سواء»، على اسمها، وهو «عالم»، فدل هذا على جواز تقديم خبر هذا الفعل على اسمه.
٩ - لا يأمن الدهر ذو بغي ولو ملكا ... جنوده ضاق عنها السّهل والجبل
نسبه هارون في معجمه إلى اللعين المنقري، فوهم.
والشاهد: حذف كان مع اسمها في قوله: «ولو ملكا»، وأبقى خبرها وهو قوله:
«ملكا» بعد لو الشرطية، والتقدير: ولو كان الباغي ملكا. ومثله قوله عليه السّلام:
«التمس ولو خاتما من حديد». [الأشموني/ ١/ ٢٤٢، والعيني/ ٢/ ٥٠، والخزانة ج ١/ ٢٥٧، والهمع/ ١/ ١٢١، وشرح أبيات المغني/ ٥/ ٨١].
[١٠ - علموا أن يؤملون فجادوا ... قبل أن يسألوا بأعظم سؤل]
غير منسوب. والسّؤل: ما تسأله وتتمناه.
والشاهد:«أن يؤملون»: حيث جاء خبر «أن» المخففة، جملة فعلية، فعلها متصرف غير دعاء، ولم يفصل بينه وبين «أن» بفاصل. والأكثر أنها إذا خففت «أن»، يكون اسمها ضمير شأن محذوف، وخبرها جملة اسمية، أو فعلية فعلها جامد، أو متصرف، وهو دعاء، فإذا كانت كذلك، لم تحتج إلى فاصل، فإن كان الفعل متصرفا، وكان غير دعاء، وجب أن يفصل من «أن» ب «قد» أو «حرف تنفيس»، أو حرف نفي، أو «لو»، وجاء في البيت غير مفصول. [العيني/ ٢/ ٢٩٤، والهمع/ ١/ ١٤٣، والأشموني/ ١/ ٢٩٢].