[١٥٣ - إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له ... أكيلا فإني لست آكله وحدي]
البيت منسوب إلى حاتم، وإلى عروة بن الورد، وإلى الصحابي قيس بن عاصم.
والشاهد أنّ اللام في «له» زائدة للتقوية .. لتأخر العامل «أكيل» والأصل (التمسي أكيله) ... والأقوى: أنها للتعليل، متعلقة ب التمسي. [الحماسة/ ١٦٦٨، وشرح أبيات المغني/ ٤/ ٣١٣].
١٥٤ - إن الحقّ لا يخفى على ذي بصيرة ... وإن هو لم يعدم خلاف معاند
البيت لم يسمّ قائله، وهو شاهد على أنّ اللام الفارقة يجب حذفها مع نفي الخبر ..
واللام الفارقة هي التي تدخل على الخبر وجوبا إذا خففت (إنّ) للتفريق بين المخففة والثقيلة والنافية، وأقصد (إن). [أبيات المغني/ ٤/ ٣٥٤].
١٥٥ - وما زلت من ليلى لدن أن عرفتها ... لكالهائم المقصى بكلّ مراد
البيت لكثير عزّة ... والهائم من الإبل: الذي يصيبه داء فيهيم، أي: يذهب على وجهه في الأرض ولا يرعى. والمراد: بفتح الميم: محل الرود، أي: طلب الكلأ. شبه نفسه في طرد ليلى له، بالبعير الذي يصيبه داء الهيام، فيطرد من الإبل خشية أن يصيبها ما أصابه .. والمقصى: المبعد. وفي البيت شاهدان: الأول: زيادة اللام في خبر «ما زال» للضرورة. والثاني: استعمال (لدن) بغير (من) ولم تأت في القرآن إلا مقرونة بمن. [شرح أبيات المغني/ ٤/ ٣٥٨، والخزانة/ ١٠/ ٣٢٨ (بقافية مذاد)، والعيني ج ٢/ ٢٤٩، والهمع/ ١/ ١٤١، والأشموني/ ١/ ٢٨٠].
١٥٦ - فلو كان حمد مخلد الناس لم يمت ... ولكنّ حمد الناس ليس بمخلد
... البيت لزهير بن أبي سلمى، يمدح هرم بن سنان ... يقول: لو أن الفعل المحمود يخلّد صاحبه في الدنيا، لخلّدك ولم تمت. غير أنّ منه ما يبقى ويتوارث فيقوم مقام الحياة لصاحبه ... فأورث بعض مكارمك ومحامدك، وتزوّد بعضها لما بعد موتك، وفي هذا يقول بعد البيت السابق:
ولكنّ منه باقيات وراثة ... فأورث بنيك بعضها وتزوّد