سراقة، وليس الصحابي الجليل، والشاعر يهجو قارئ القرآن، ودارسه، الذي لا تردعه زواجر القرآن، ولا تهديه آياته، وهذا لا يقدح في مقام القرآن، ولا يقدح في رجاله المنكبّين على دراسته. وقد وردت الأحاديث التي تحذر من هؤلاء الذين يقرؤون القرآن لا يتجاوز تراقيهم، ويتخذونه صنعة ومهنة لكسب المال .. والشاهد في البيت، (يدرسه) حيث قالوا: إن الضمير في «يدرسه» مفعول مطلق، لا ضمير القرآن. ذلك أن الفعل يدرس تعدى للقرآن بحرف الجر فلا يعود إلى التعدية مرة أخرى، فلا يعرب الضمير مفعولا به، لأن الضمير يعود على مصدر مقدر، وتقديره:«هذا سراقة للقرآن يدرسه درسا».
.. وهو كما يظهر تكلّف في التقدير حتى لا تخرم قاعدة قعّدوها، فالمانع عندهم شكلي، وليس معنويا، فالحقّ أن الهاء تعود على القرآن، وقد جاء الشاعر باللام لاضطراره إليها، والتعبير نوع من الاشتغال، وأصله (القرآن يدرسه)، ولو أعربت (القرآن) مبتدأ، واللام زائدة، لابتعدت عن المعنى .. أو أنّ اللام في «للقرآن» للبيان بمنزلة «سقيا لك». والهاء تعود على القرآن. وقد يستقيم المعنى والإعراب إذا قرأنا الشطر كالتالي «هذا سراقة للقرآن» ... نريد أن القرآن امتلك على سراقة كلّ وقته أو كأنك قلت: هذا سراقة قارئا للقرآن، ثم تستأنف، وكأن سائلا سأل: ماذا يفعل سراقة للقرآن؟ فتقول: يدرسه.